" لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظالِمينَ " ... الأنبياء الآية 87
فلنكن من المُسبّحين
فلنكن من المُسبّحين
لم يكن يونس بن متى رجلا صالحا فحسب ، بل كان نبيا مخلصا في الدعوة إلى الله ...
أحب الله وآمن به ... وشعر بأن سعادته لن تكتمل إلا بدعوة من حوله إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له ، ونبذ آلهتهم التي لا تضر ولا تنفع ....
وبدأ في اتخاذ خطواته الإيجابية في إقناع الناس بمدى أهمية التوحيد والتسليم لله تعالى ...
ولكنه – مثله مثل أي نبي من أنبياء الله – قوبلت دعوته بالرفض والتهكم والسخرية ...
إذا قوبل أي منا بهذا الرد المجحف وهو يدعو إلى الصالح فمن الطبيعي أن يهجر هؤلاء القوم ويتركهم في غيهم يلعبون وقد لقن نفسه الحُجة أمام الله بأنه قد دعاهم فرفضوا دعوته ...
وهذا ما فعله نبي الله يونس (عليه السلام) ، ولكن قوانين الأنبياء والرسل تختلف عن قوانيننا كبشر مُتلقين للدعوة ...
فما كان ليونس أن يهجر قومه إلا بإذنٍٍ من الله تعالى ، ولكنه فعل ...
فكان عقاب الله له أشد من عقابه لأي شخص عادي ....
صعد إلى السفينة فارا من قومه ومن شركهم
تعصف الريح بالسفينة كلعبةٍ يلهو بها طفل صغير
يعلم من في السفينة أن هناك مُذنب يجب أن يتركها ليستقيم لهم الأمر
ويُلقون بسهامهم جميعا ....
فيختار الله نبيه يونس ليكون ضيفا مُباركا في بطن حوت داخل ظُلمات البحر ...
ولندع كلمات الله تعالى تحكي لنا قصته بإيجازٍ وافٍ :
" وَإِنَّ يونُسَ لَمِنَ المُرْسَلينَ ، إِذْ أَبَقَ إِلى الفُلْكِ المَشْحونِ ، فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدْحَضينَ ، فَالْتَقَمَهُ الحوتُ وَهُوَ مُليمٌ " ... الصافات الآيات (142:139)
كان من الممكن أن يظل يونس (عليه السلام) في بطن الحوت إلى يوم القيامة لولا أن منّ الله عليه بكلمات قالها وهو في الظلمات ، فتاب الله عليه وأمر الحوت أن يلفظه إلى الشاطئ ...
أي كلمات تلك التي تجعل القوي الجبار يُنهي عقابا عظيما مثل هذا العقاب في لحظات ؟!!!
" فَلَولا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبّحينَ ، لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثونَ " ... الصافات الآيات (144:143)
نعم ... إنها كلمات بسيطة ... خفيفة على اللسان ... ثقيلة في ميزان الرحمن ...
" لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظالِمينَ " ... الأنبياء الآية 87
سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته ...
لا تخف بعد اليوم من قيودٍ يفرضها عليك ذنبك ، لأنك تستطيع التحرر منها بتسبيحاتٍ قلائل تقولها بنية التوبة الخالصة ، فيُنقذك الله تعالى مما أنت فيه ويُحرر معصميك من قيود الذنب ...
أما يكفينا ضحك الشيطان منا طوال هذه الأعوام ؟
أما آن الأوان أن نضحك نحن منه ؟
نعم ... قمة السخرية أن يُعاني معك الشيطان الأمرّين ليوقعك في ذنب ما ... ولكنك في لحظات صدقٍ صغيرة جدا تمحو هذا الذنب وتستبدله برضوانٍ من الله ...
فلنسخر من الشيطان ، ولنثق في عفو الله ورحمته ....
فلنكن من المُسبحين ....
إيمان الحسيني
هناك تعليقان (2):
وهن القلوب اصابنا فلا نستطيع حتى دفه الكيد الضعيف
ويقضى علينا هوى النفس
﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (النساء/76).
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
جزاكي الله خيراً
إرسال تعليق