مازلتُ أتحسس طريقي بالرغم من سنوات عُمري السبعة عشر ...
ربما لأنني لم أعتد أي مكانٍ ... فمازلنا نتنقل من بيت لبيت من قبل أن أرسم الصورة ...
ظلامٌ دامسٌ هي حياتي ... فقد كانت مشئية الله أن ينطفيء نور بصري بعد عام واحد فقط من مولدي ...
انطفأ إثر غارة شنها علينا بنو صهيون فقدّتُ فيها بصري وأبي ...
وهرب من الموت معي أخي الكبير نضال وأمي الحبيبة ... أم نضال ...
وبقي ثلاثتنا في حالة حلٍ وترحالٍ مُحاولين التمسك بكرامتنا وبإيماننا بالله ومُتبعين لسنة نبيه الكريم في الهجرة ...
ولكننا لم ننسَ أبدا أن لنا وطن عاصمته القُدس ....
- مُحمد ... أمازلت شاردا بذهنك يا ولدي ؟
- عفوا أمي ... فلا أملك إلا ذهني أشرد به ... لعلي أرسم لوحات تذكرني بعامي الأول في الحياة .
- هوّن على نفسك يا بني ... فقد بشر الحبيبُ بالجنة لمن فقد حبيبتيه .
- أعلم يا أماه ولستُ مُعترضا على أمر الله ... ولكنني مللتُ الوحدة والجلوس مع الخوالف ... أريد أن أفعل شيئا لديني ووطني ... إلى متى سأظل في سجون الظلام التي وضعتوني بها أنتِ وأخي ؟
- يا بني ... أنت لك عُذرك في ترك الجهاد لأنك كفيف !!!
- لا يا أمي ... ليس هذا بعُذرٍ أبدا ... ولكن ...
- ولكن ماذا ؟!!!
- الله المستعان .
- في ماذا تفكر يا محمد .. أخبرني بالله عليك ؟
- لا شيء يا أمي .. فقط أفكر أي طريق سأسلك في ذهابي إلى المسجد .
أعلم أنها لم تقتنع بكلماتي ... ترتكني وهي تمتلئ بالقلق .. لا أستطيع لومها فهي أم ... ولا تملك من الدنيا سواي أنا وأخي نضال .
قمتُ من صمتي وسكوني لألحق بصلاة العصر في المسجد ...
سرتُ في الطريق مٌتحسسا خُطواتي بحذر فمازالت الطريق جديدة علي ...
ومازلت أتعثر في الحجارة الصغيرة ... الحجارة التي لا نملكُ غيرها سلاحا أمام ماكينة القتل الصهيونية ...
حتى أنتِ أيتها الحجارة تُعيقين طريقي ؟!!!
صليتُ واستغفرتُ ودعوتُ الله كثيرا أن يمُنّ علي بالجهاد في سبيله ...
وكانت صلاتي هذه المرة ليست كأي صلاة ...
ودعائي ليس كأي دعاء ...
شعرتُ أنه قد نفذ من أقطار السماوات والأرض ليستقر في اللوح المحفوظ ليكون قدراً لي ... له مُسبباته ووقته ...
هممتُ بالعودة إلى المنزل وكلي أمل بأن دعائي قد أُجيب ... وأنني سأنال شرف الجهاد أخيرا ...
وما إن لامست قدمي أول حارتنا حتى سمعت أصوات الزغاريد وكلمات التهنئة المختلطة بنبرات الفرح الباكي ...
ومن بين الأصوات استطعتُ تمييز صوت أمي وهي تبكي تارة وتزغرد تارة أخرى ....
أسرعتُ في سيري وكأنني أحفظ الطريق عن ظهر قلب ... لم أتعثر ولم أخطيء الطريق ...
انتشلتني أحضان أمي من قبل أن أصل إليها .... وظلت تبكي على كتفي ...
سرت رعشة غريبة في جسدي كله ... علمتُ ببصيرتي أن هذا الفرح ليس لحي ....
- أمي ماذا حدث ؟ ولمن هذا الفرح ؟
أجابتني والدمع يغسل وجنتيها : هو لأخيك نضال .
وبالرغم من معرفتي لكُنْهِ كلماتها إلا أنني أصررتُ على تجاهل هذه الرسائل المباشرة …
- نضال ؟!!! هل سيتزوج نضال ؟
أجابت وهي تلتقطُ أنفاسها : بل قد تزوج بالفعل .
وكان لا بد أن أواجه ما حاولت الهرب منه ....
- أخوك نضال قد استُشهد وزُفّ عريسا إلى السماء .... وقد دفع المهر ... ثلاثة قتلى من الصهاينة الكِلاب .
ضممتها إليّ بشدة وقد بدأتُ بالبكاء لا أعرف كيف ... فقط تركتُ لعيني حرية التصرف ...
أما قلبي فقد كان يعتصر بفكرة واحدة ... لن أرى أخي بعد اليوم ... لم أره منذ ستة عشر عاما ... ولكنه كان موجودا كلما أحببتُ أن أُمرر أصابعي على وجهه ....
- آآآآآآآآآآآه يا نضااااااااااااال ... تركتني كفيفا وحيدا ... لماذا لم تأخذني معك ؟ اشتقتُ لأبي الذي لم أره .... آآآآآآآآآآه يا نضال ....
- يا بني قُل الحمد لله واسترجع ...
- الحمد لله رب العالمين ... إنا لله وإنا إليه راجعون .....
شعرتُ بالسَّكينة تسري في جسدى وجسد أمي الذي أحتضنه ... نعم كنتُ أنا الذي أحتضنها ...
لم أنم ليلتها ولم تنم أمي ... كلانا ظل ساهرا ما بين بكاءِ المشتاق ... وصلاة ودعاء ... وقراءةٍ للقرآن ... حتى أذّن الفجر ...
سرتُ بشكلٍ مُباشرٍ إلى المسجد فقد حفظت قدمي الطريق أخيرا .... طريق المسجد ...
نفس الطريق الذي سار فيه نضال واتخذه سبيلا إلى الجنة ....
- وأعدكُ يا نضال بأنني على الدرب ماضٍ ...
وما إن وصلتُ إلى باب المسجد حتى استقبلني المُصلين بالتهاني والترحاب ، ودعوا لي ولأمي بالصبر ... كنت أجيبهم بشكلٍ تلقائيٍ محفوظ لأنني كنتُ أبحث عن شخص ما ....
فسألتهم : هل أحمد الشهابي هنا ؟
وجدتُ صوته الذي لم تخطؤه أذني يُجيبني بهدوء : أنا هنا يا محمد ... هنيئا لأخيك الجنة ... وأدعو الله أن نلحق به قريبا ...
- أحمد ... انتظرني بعد انتهاء الصلاة ... أريدك في أمر هام ...
- حسنا سأنتظرك .
وقُضيت الصلاة وجلستُ أنا وأحمد مستندين إلى حائط المسجد نُسبح الله ونحمده كثيرا ....
- خيرا يا مُحمد ... ما هو الأمر الهام الذي تُريدني فيه ؟
- خيرا يا أحمد إن شاء الله ... أُريد أن أحل محل أخي نضال معكم .
ساد الصمتُ للحظات تخيلتُ فيها وجه أحمد والمفاجأة تعلوه من طلبي الغريب ...
- يا أحمد أعلم أنني كفيف وأنني غيرُ مُكلفٍ بالجهاد ولكنني أُريده ... أُريد الجنة ... أُريد اللحاق بأبي وأخي ...
ظل أحمد صامتا لا يعرف بماذا يُجيب ....
- يا أحمد ربما يكون فقدي لبصري سلاحا قويا نستطيع الاستفادة منه .
- كيف ؟!!!!!
- لن يشك أحد في شابٍ كفيف لا يرى .
- ولكن .....
- أرجوك يا أحمد ... أرجوك ... أُريد أن أُلقن نفسي الحُجة ... أُريد أن أسلك نفس الدرب ...
- قُم الآن وعُد إلى البيت ... ودعني أطرح الفكرة على الجماعة .
عُدتُ إلى المنزل وكلي تفاؤل وأمل في أن أُصبح منهم .... أن أُصبح مُجاهدا في سبيل الله ...
استقبلتني أمي وضمنتي إلى صدرها وكأنها تعلم بأن هناك ما يجول في خاطري من أفكارٍ قد تؤلمها ... فأباحت بما يعتمل في صدرها بجملة واحدة : يا بُني ... أنت لست مُكلفا بالجهاد .
لم أتمالك نفسي فأجبتها سريعا : أرجوكِ يا أمي ... قد حُرمتُ من نعمة البصر صغيرا .. فدعيني أُبصر نفس الطريق الذي سار فيه نضال ...
قبّلت رأسي ودَعت لي بالتوفيق .....
شعرتُ بارتعاشة يدها المسحوبة من بين يدي ...
أحرقتني دمعةٌ ساخنة غافلت عينها لتُلامس كف يدي ...
- سنجتمع أخيرا يا أمي .... سنجتمع في بيتٍ جديد ... ولكننا لن نضطر إلى الانتقال منه ... سنستقر أخيرا ... سنستقر .
وحانت لحظتي الحاسمة ... لا أتذكر يوما أنني كنتُ سعيدا لهذه الدرجة ... وكنت مُتعجبا من سعادتي في نفس الوقت ...
سرتُ واثق الخُطى نحو هدفي ... أراه بقلبي ... وأحفظ طريقه ... طريق السوق الصهيوني ...
أوقفتني رائحة زكية أثناء سيري .... !!
- أمي ؟!!!! أنتِ هنا ؟
- نعم يا بني ... لن أترككم أبدا ... اشتقتُ لأبيك جدا ولأخيك ... فهل رضيتم الاستقرار من دوني ؟
- أمي لا ....
- أرجوك يا بني ... سنسير نحن الإثنان في طريق نضال .... وإلى اللقاء في الناحية الأخرى ...
أمسكتُ يدها بقوة وسِرنا معا حتى وصلنا إلى نقطة التنفيذ ....
شعرتُ بها تنظر إلى وجهي مبتسمة وكأنني أرى ابتسامتها ...
وضَعَتْ يدها على زر التفجير فوق يدي ... وضغطنا عليه سويا ...
ولحظتها فقط ... استعدتُ بصري .
ربما لأنني لم أعتد أي مكانٍ ... فمازلنا نتنقل من بيت لبيت من قبل أن أرسم الصورة ...
ظلامٌ دامسٌ هي حياتي ... فقد كانت مشئية الله أن ينطفيء نور بصري بعد عام واحد فقط من مولدي ...
انطفأ إثر غارة شنها علينا بنو صهيون فقدّتُ فيها بصري وأبي ...
وهرب من الموت معي أخي الكبير نضال وأمي الحبيبة ... أم نضال ...
وبقي ثلاثتنا في حالة حلٍ وترحالٍ مُحاولين التمسك بكرامتنا وبإيماننا بالله ومُتبعين لسنة نبيه الكريم في الهجرة ...
ولكننا لم ننسَ أبدا أن لنا وطن عاصمته القُدس ....
- مُحمد ... أمازلت شاردا بذهنك يا ولدي ؟
- عفوا أمي ... فلا أملك إلا ذهني أشرد به ... لعلي أرسم لوحات تذكرني بعامي الأول في الحياة .
- هوّن على نفسك يا بني ... فقد بشر الحبيبُ بالجنة لمن فقد حبيبتيه .
- أعلم يا أماه ولستُ مُعترضا على أمر الله ... ولكنني مللتُ الوحدة والجلوس مع الخوالف ... أريد أن أفعل شيئا لديني ووطني ... إلى متى سأظل في سجون الظلام التي وضعتوني بها أنتِ وأخي ؟
- يا بني ... أنت لك عُذرك في ترك الجهاد لأنك كفيف !!!
- لا يا أمي ... ليس هذا بعُذرٍ أبدا ... ولكن ...
- ولكن ماذا ؟!!!
- الله المستعان .
- في ماذا تفكر يا محمد .. أخبرني بالله عليك ؟
- لا شيء يا أمي .. فقط أفكر أي طريق سأسلك في ذهابي إلى المسجد .
أعلم أنها لم تقتنع بكلماتي ... ترتكني وهي تمتلئ بالقلق .. لا أستطيع لومها فهي أم ... ولا تملك من الدنيا سواي أنا وأخي نضال .
قمتُ من صمتي وسكوني لألحق بصلاة العصر في المسجد ...
سرتُ في الطريق مٌتحسسا خُطواتي بحذر فمازالت الطريق جديدة علي ...
ومازلت أتعثر في الحجارة الصغيرة ... الحجارة التي لا نملكُ غيرها سلاحا أمام ماكينة القتل الصهيونية ...
حتى أنتِ أيتها الحجارة تُعيقين طريقي ؟!!!
صليتُ واستغفرتُ ودعوتُ الله كثيرا أن يمُنّ علي بالجهاد في سبيله ...
وكانت صلاتي هذه المرة ليست كأي صلاة ...
ودعائي ليس كأي دعاء ...
شعرتُ أنه قد نفذ من أقطار السماوات والأرض ليستقر في اللوح المحفوظ ليكون قدراً لي ... له مُسبباته ووقته ...
هممتُ بالعودة إلى المنزل وكلي أمل بأن دعائي قد أُجيب ... وأنني سأنال شرف الجهاد أخيرا ...
وما إن لامست قدمي أول حارتنا حتى سمعت أصوات الزغاريد وكلمات التهنئة المختلطة بنبرات الفرح الباكي ...
ومن بين الأصوات استطعتُ تمييز صوت أمي وهي تبكي تارة وتزغرد تارة أخرى ....
أسرعتُ في سيري وكأنني أحفظ الطريق عن ظهر قلب ... لم أتعثر ولم أخطيء الطريق ...
انتشلتني أحضان أمي من قبل أن أصل إليها .... وظلت تبكي على كتفي ...
سرت رعشة غريبة في جسدي كله ... علمتُ ببصيرتي أن هذا الفرح ليس لحي ....
- أمي ماذا حدث ؟ ولمن هذا الفرح ؟
أجابتني والدمع يغسل وجنتيها : هو لأخيك نضال .
وبالرغم من معرفتي لكُنْهِ كلماتها إلا أنني أصررتُ على تجاهل هذه الرسائل المباشرة …
- نضال ؟!!! هل سيتزوج نضال ؟
أجابت وهي تلتقطُ أنفاسها : بل قد تزوج بالفعل .
وكان لا بد أن أواجه ما حاولت الهرب منه ....
- أخوك نضال قد استُشهد وزُفّ عريسا إلى السماء .... وقد دفع المهر ... ثلاثة قتلى من الصهاينة الكِلاب .
ضممتها إليّ بشدة وقد بدأتُ بالبكاء لا أعرف كيف ... فقط تركتُ لعيني حرية التصرف ...
أما قلبي فقد كان يعتصر بفكرة واحدة ... لن أرى أخي بعد اليوم ... لم أره منذ ستة عشر عاما ... ولكنه كان موجودا كلما أحببتُ أن أُمرر أصابعي على وجهه ....
- آآآآآآآآآآآه يا نضااااااااااااال ... تركتني كفيفا وحيدا ... لماذا لم تأخذني معك ؟ اشتقتُ لأبي الذي لم أره .... آآآآآآآآآآه يا نضال ....
- يا بني قُل الحمد لله واسترجع ...
- الحمد لله رب العالمين ... إنا لله وإنا إليه راجعون .....
شعرتُ بالسَّكينة تسري في جسدى وجسد أمي الذي أحتضنه ... نعم كنتُ أنا الذي أحتضنها ...
لم أنم ليلتها ولم تنم أمي ... كلانا ظل ساهرا ما بين بكاءِ المشتاق ... وصلاة ودعاء ... وقراءةٍ للقرآن ... حتى أذّن الفجر ...
سرتُ بشكلٍ مُباشرٍ إلى المسجد فقد حفظت قدمي الطريق أخيرا .... طريق المسجد ...
نفس الطريق الذي سار فيه نضال واتخذه سبيلا إلى الجنة ....
- وأعدكُ يا نضال بأنني على الدرب ماضٍ ...
وما إن وصلتُ إلى باب المسجد حتى استقبلني المُصلين بالتهاني والترحاب ، ودعوا لي ولأمي بالصبر ... كنت أجيبهم بشكلٍ تلقائيٍ محفوظ لأنني كنتُ أبحث عن شخص ما ....
فسألتهم : هل أحمد الشهابي هنا ؟
وجدتُ صوته الذي لم تخطؤه أذني يُجيبني بهدوء : أنا هنا يا محمد ... هنيئا لأخيك الجنة ... وأدعو الله أن نلحق به قريبا ...
- أحمد ... انتظرني بعد انتهاء الصلاة ... أريدك في أمر هام ...
- حسنا سأنتظرك .
وقُضيت الصلاة وجلستُ أنا وأحمد مستندين إلى حائط المسجد نُسبح الله ونحمده كثيرا ....
- خيرا يا مُحمد ... ما هو الأمر الهام الذي تُريدني فيه ؟
- خيرا يا أحمد إن شاء الله ... أُريد أن أحل محل أخي نضال معكم .
ساد الصمتُ للحظات تخيلتُ فيها وجه أحمد والمفاجأة تعلوه من طلبي الغريب ...
- يا أحمد أعلم أنني كفيف وأنني غيرُ مُكلفٍ بالجهاد ولكنني أُريده ... أُريد الجنة ... أُريد اللحاق بأبي وأخي ...
ظل أحمد صامتا لا يعرف بماذا يُجيب ....
- يا أحمد ربما يكون فقدي لبصري سلاحا قويا نستطيع الاستفادة منه .
- كيف ؟!!!!!
- لن يشك أحد في شابٍ كفيف لا يرى .
- ولكن .....
- أرجوك يا أحمد ... أرجوك ... أُريد أن أُلقن نفسي الحُجة ... أُريد أن أسلك نفس الدرب ...
- قُم الآن وعُد إلى البيت ... ودعني أطرح الفكرة على الجماعة .
عُدتُ إلى المنزل وكلي تفاؤل وأمل في أن أُصبح منهم .... أن أُصبح مُجاهدا في سبيل الله ...
استقبلتني أمي وضمنتي إلى صدرها وكأنها تعلم بأن هناك ما يجول في خاطري من أفكارٍ قد تؤلمها ... فأباحت بما يعتمل في صدرها بجملة واحدة : يا بُني ... أنت لست مُكلفا بالجهاد .
لم أتمالك نفسي فأجبتها سريعا : أرجوكِ يا أمي ... قد حُرمتُ من نعمة البصر صغيرا .. فدعيني أُبصر نفس الطريق الذي سار فيه نضال ...
قبّلت رأسي ودَعت لي بالتوفيق .....
شعرتُ بارتعاشة يدها المسحوبة من بين يدي ...
أحرقتني دمعةٌ ساخنة غافلت عينها لتُلامس كف يدي ...
- سنجتمع أخيرا يا أمي .... سنجتمع في بيتٍ جديد ... ولكننا لن نضطر إلى الانتقال منه ... سنستقر أخيرا ... سنستقر .
وحانت لحظتي الحاسمة ... لا أتذكر يوما أنني كنتُ سعيدا لهذه الدرجة ... وكنت مُتعجبا من سعادتي في نفس الوقت ...
سرتُ واثق الخُطى نحو هدفي ... أراه بقلبي ... وأحفظ طريقه ... طريق السوق الصهيوني ...
أوقفتني رائحة زكية أثناء سيري .... !!
- أمي ؟!!!! أنتِ هنا ؟
- نعم يا بني ... لن أترككم أبدا ... اشتقتُ لأبيك جدا ولأخيك ... فهل رضيتم الاستقرار من دوني ؟
- أمي لا ....
- أرجوك يا بني ... سنسير نحن الإثنان في طريق نضال .... وإلى اللقاء في الناحية الأخرى ...
أمسكتُ يدها بقوة وسِرنا معا حتى وصلنا إلى نقطة التنفيذ ....
شعرتُ بها تنظر إلى وجهي مبتسمة وكأنني أرى ابتسامتها ...
وضَعَتْ يدها على زر التفجير فوق يدي ... وضغطنا عليه سويا ...
ولحظتها فقط ... استعدتُ بصري .
إيمان الحسيني
هناك 14 تعليقًا:
جزاك الله خيرا
مناسبة جدا لهذه الايام
احسنت وصف مشاعر الام ، لدرجة اني تخيلتها امي
لا نملك مع ما نسعه ونقراه من قصص المضحين بارواحهم في سبيل كرامتهم إلا انا استصغر نفسي
رمضااااان كريم
جميلة أوي ..أسلوبك في الكتابة جميل جدا ..أتمنى لك التوفيق ..السرد رائع جدا ..
إخواني المدونين دعوة لأن ترفضوا تلك الإهانات بكل اللغات وخاصة الإنجليزية ..فلنعرف العالم برسولنا ..نعرفة أن حرية الرأي ليس بإهنة الرسل والأنبياء ..دعوه للكتابة من منطلق أن من رأى منكر فليغيره ..وهذا ليس منكر فحسب بل فاجعة ..وكل ما بأيدينا أن نكتب ونكتب ونذكر محاسن رسولنا الكريم والذي شهد له الكون ..وحتى هم شهدوا له بمن فيهم المستشرقون ..؟
ياااااااااااااااااه
جميله اوي
وفيها من الواقعيه الكثيير اوي
ربنا يهدينا جميعا
ربنا يوفقك في معهد اعداد الدعاة
خطوة مشرقة لحياة وآخرة أعلى وأفضل
ربنا يوفقك
والسلام
جزاك الله خيرا
ونحن على ماذا نربى ابناءنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزاك الله كل خير أخي أكتب بالرصاص
ونسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا
اللهم آمين
جزاك الله خير أجزاء أخي الكريم إنسان
أما رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فلا أعلم والله بأي وجه سنذهب لنشرب من حوضه يوم القيامة
!!!!!!
كل عام وأنت بخير أخي القسام
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
اللهم آمين
جزاك الله خير الجزاء يا اسكندراني قوي
ونسأل الله أن يُلحقنا بالشهداء والصالحين
اللهم آمين
جزاك الله خير الجزاء أخي إسلاميست بلوك
وأسأل الله أن يكون العلم حجة لي لا علي
اللهم آمين
جزاك الله خير الجزاء أخي الطائر الحزين
بالنسبة لتساؤلك على ماذا نربي ؟
فالإجابة تحتاج إلى مدونة كاملة
الله المستعان
عنوان جميل ومناسب جدا
إنه ليس البصر يا عزيزتي .. إنها البصيرة
قصة رائعة بالفعل
جزاك الله كل خير يا مراكبي
نسأل الله أن يبارك لنافي بصائرنا
اللهم آمين
إرسال تعليق