الجمعة، أكتوبر 16، 2009

زمن الرِّدة والبهتان

هذه القصيدة كتبها الشاعر فاروق جويدة في أوائل تسعينات القرن الماضي ردا على الكاتب سَلمان رشدي الذي ارتد عن الإسلام وألف كتاب آيات شيطانية للذم في الإسلام وفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)


زمن الرِّدة والبهتان
-------------

فى زمن الردة والبهتان
اكتب ما شئت ولا تخجل
فالكفر مُباح يا سلمان
ضع ألف صليب وصليب
فوق القرآن
وارجم آيات الله ومزقها
فى كل لسان
لا تخشى الله ولا تطلب
صفح الرحمن
فزمان الردة نعرفها
زمن المعصية
بلا غفران
إن ضل القلب فلا تعجب
أن يسكن فيه الشيطان
لا تخشى خيول أبى بكر
أجهضها جبن الفرسان
وبلال الصامت فوق المسجد
أسكته سيف السجان
أتراه يؤذن بين الناس
بلا استئذان ؟
أتراه يرتل باسم الله
ولا يخشى بطش الكهان ؟
فاكتب ماشئت ولا تخجل
فالكل مُهان
واكفر ماشئت ولا تسأل
فالكل جبان
والأزهر يبكى أمجادا
ويعيد حكايا
ما قد كان
والكعبة تصرخ فى صمت
بين القضبان
والشعب القابع فى خوف
ينتظر العفو من السلطان
والناس تهرول فى الطرقات
يطاردها عبث الفئران
والباب العالى يحرسه
بطش الطغيان
أيام الأنس وبهجتها
والكأس الراقص والغلمان
والمال الضائع فى الحانات
يسيل على أيدي الندمان
فالباب العالى ماخور
يسكنه السفلة والصبيان
يحمية السارق والمأجور
ويحكمة سراب الغربان
جلاد يعبث بالأديان
وآخر يمتهن الإنسان
والكل يصلي للطغيان
ومحمد نور مسجون
بين الجدران
وخديجة تبكى فى شجن
أيام النخوة والفرسان
عائشة تحدق فى صمت
تسأل عن عمر أو عثمان
فاطمة تنادي سيف الله
فلا تسمع غير الأحزان
أسألك بربك يا سلمان
هل تجرؤ أن تكسر يوما
أحد الصلبان ؟؟
أن تسخر يوما من عيسى
أو تلقى مريم فى النيران
ما بين صليب وصليب
أحرقت جميع الأديان
فاكتب ماشئت ولا تخجل
فالكل مهان وجبان
خبرنى يوما حين تفيق من الهذيان
هل هذا حق الفنان ؟
أن تشعل حقدك فى الإنجيل
وتغرس سمك فى القرآن
أن ترجم موسى أو عيسى
أو تسجن مريم فى القضبان
أن تغدو المعبد والقداس
وبيت الله
مجالس لهو للرهبان
هل هذا حق الفنان؟
أن تحرق دينًا فى الحانات
لتبنى مجدك بالبهتان
أن تجعل ماء النهر
سموما تسري
فى الأبدان
لن يشرق ضوء من قلب
لا يعرف طعم الإيمان
لن يبقى شىء من قلم
يسكب حرمات الإنسان
فاكفر ماشئت
ولا تخجل
ميعادك آت ياسلمان
دع باب المسجد
يازنديق
وقم واسكر بين الأوثان
سيجيئك صوت أبى بكر
ويصيح بخالد
قم واقطع رأس الشيطان
فمحمد باقٍ
ما بقيت دنيا الرحمن
وسيعلو صوت الله
ولو كرهوا
فى كل زمان
ومكان

هناك تعليق واحد:

يا مراكبي يقول...

ولازالت تصلح أيضا في العديد من الأمثلة حتى بعد عشرين عاما

:-(