السبت، يناير 22، 2011

بهـــدوء

بصراحة بعد أحداث كنيسة القديسين في الإسكندرية فكرت إني أكتب الموضوع ده بسبب الاتهام إللي اتوجه فورا للإسلام بعد الحادث وحالة العداء إللي ظهرت من بعض المسيحيين تجاه المسلمين كرد فعل ، وأنا طبعا في البداية تفهمت جدا رد الفعل ده وغضيت الطرف عنه لإني كنت متوقعة إنه هايكون رد فعل وقتي مش أكتر ولا أقل ، لكن إللي بيتابع الأخبار على مواقع صفحات الجرائد على النت ويقرأ التعليقات بعد الخبر هايكتشف إن الوضع بيزداد سوءا ، علشان كده قررت إني أكتب البوست ده وإللي بيعبر عن وجهة نظري الشخصية جدا :

بداية لما عرفت أخبار الحادث الأليم حزنت جدا وجاتلي حالة من الفزع والخوف ، وقررت إني أعبر عن وجهة نظري بمنتهى الصراحة وهي إني مُتعاطفة تماما مع المسيحيين ورافضة تماما الجريمة إللي حصلت أيا كان مُرتكبها ، وأنا ماعملتش كده علشان أثبت حاجة أو أدافع عن الإسلام ، أنا أحقر وأصغر من إني أدافع عن دين عظيم زي الإسلام ، أنا عملت ده لإن ديني – إللي هو الإسلام – أمرني بكده .

إللي بيتابع الأخبار على صفحات النت وخاصة الأخبار إللي بتتناول الحادث أو بيانات علماء المسلمين حول الحادث ياريت يقرأ التعليقات أسفل الخبر ، هايلاقي هجوم وعداء غير طبيعي من بعض المسيحيين بيصل لحد الدعاء على المسلمين بالهلاك والموت وتمني انقسام مصر زي السودان ويبقى للمسيحيين دولة مستقلة يحكمها البابا شنودة ، وده خبر على سبيل المثال لا الحصر :
النائب العام يُشكل فريقا خاصا لمتابعة تحقيق "القديسين" .
وطبعا فيه رأي هايقول إن المسلمين بيدعوا على غير المسلمين ، والرأي ده غير صحيح بالمرة ، الدعاء على غير المسلمين بيكون في حالة حدوث حرب ومواجهة مع الآخر زي اليهود أو أمريكا ، إحنا – كمسلمين – بندعي عليهم لإننا في حالة حرب عقدية وسياسية معاهم .
" لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " ... (سورة الممتحنة الآيات 9:8) .
أما غير المسلمين إللي إحنا عايشين معاهم في وطن واحد وفيه حالة سلام بينا وبينهم فإحنا – كمسلمين – مأمورين إننا ندعيلهم بالهداية .

لما العلماء المسلمين وضحوا موقف الإسلام من إللي حصل وهو طبعا الرفض التام لقيت بعض الردود بتهاجم العلماء دول لإنهم في بعض المواقف كفروا المسيحيين ... ! طب ممكن نتكلم بشوية عقلانية : طبيعي جدا ومنطقي جدا إن أي ديانة بتكفر غير التابعين ليها ، ده مش في الإسلام بس ده في كل الديانات الأخرى ، في المسيحية واليهودية والبوذية والهنودسة .... إلخ ، أي شخص غير تابع لديانة مُحددة بيُنظر ليه من أتابع الديانة دي على إنه كافر ، حتى اللادينيين إللي مش بيعبدوا أي إله بينظروا لأصحاب الديانات بنظرة دونية ، وده شيء مش المفروض إنه يزعل أتباع الديانات من بعض لإنه تفكير منطقي جدا .
في الإسلام : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ... (سورة آل عمران آية 85) .
في اليهودية : سيقوم الرب ويقيس الأرض ويجعل عبدة الأوثان (الأمميين) تحت يد إسرائيل ، ويُسلم جميع ممتلكاتهم إلى اليهود ... الأمميون أو الجوييم هم الوثنيون والكفرة والبهائم والأنجاس .
في المسيحية : الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة ... (يوحنا 5: 21-24) ... وفي المقابل من لا يُؤمن بعقيدة المسيح المُخلّص فهو كافر .

دعوة عامة باوجهها للجميع إنهم يفكروا في موضوع الفتنة الطائفية بشيء من التعقل وبالنظر للصورة بشكل كامل وعام ، لإنه في النهاية هايكتشف إن مشكلة الاضطهاد مش ما بين المسلمين والمسيحيين ، مشكلة الاضطهاد في الحقيقة هي ما بين الشعب المصري ككل والحكومة .
وأنا باتكلم عن نفسي وباتحمل مسئولية كلامي ده : الحكومة المصرية ليس لها أي علاقة بالإسلام ولا تمثله كدين وعقيدة ، أنا طبعا مش باكفر حَد علشان ماحدش يوجهلي الاتهام السخيف ده ، أنا باتكلم بلسان حال الواقع ، فيه فرق ما بين إنك تكون مسلم وإنك تطبق الشريعة الإسلامية .
وبالنسبة للمادة الثانية من الدستور وإللي بتقول : الإسلام دين الدولة ، واللغة العربية لغتها الرسمية ، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ... فأي شخص عنده علم بسيط بالشريعة الإسلامية هايعرف على طول إن إللي مكتوب ليس له أي علاقة بالواقع ، وإللي يحب يفهم النقطة دي أكتر ياريت يقرأ المقال ده لفهمي هويدي :
طائفية أم سياسية ؟!!!

في النهاية أنا ماعرفش إيه نوايا الجرائد إللي بتنشر التعليقات دي - من الطرفين المسلم والمسيحي - وإللي بتحض على الكراهية والعداء تحت مُسمى حرية التعبير عن الرأي !!!
وأنا متوقعة إن يجيلي ردود فيها عدوانية وكراهية سواء من المسلمين أو المسيحيين بسبب البوست ده ، ومع احترامي للجميع ... المدونة دي صفحتي الشخصية فأنا مش هانشر أي رد فيه عداء أو كراهية أو سب ، لإن ديني – إللي هو الإسلام – بيُحرم الكراهية والعداء والسب .

هناك تعليق واحد:

إبن النيل يقول...

السلام عليكم
الإسلام دين السلام دين المحبه دين الموده دين الرحمة خاتم الأديان
لكن للاسف من يشوه صورة الدين كثييرون وللاسف ربما يُنعتون بمفكر إسلامي أو يحمل هويه بها إسم مسلم ولا يعرف عن دينه شيئ ويسمون المسلم الحقيقي برجعي وسمعت كتير في الإعلام حتي الحكومي المذيع يتكلم بغترسة ويقول ياااااااااه الناس طلعوا القمر وإحنا لسه بندور ندخل الحمام بالرجل اليمين ولا الشمال طيب ياذكي متطلع القمر والمريخ كمان ومفيش مانع كمان تعرف دينك تعرف تدخل باليمين ولا بالشمال
فيه تضيق علي العلماء الحقيقيين علشان كده المسلمين قبل النصاري معدوش عارفين الأسلام ومشكلة النصاري في مصر أنهم بيستقوا بالغرب مش كلهم طبعا بس بعضهم نحن المسلمين لم نفرق في المعاملة بين مسلم ونصراني بالعكس معامله النصراني بتكون افضل في بعض الاحيان لان دينا امرنا بحسن المعامله مع البشر كلها
دمتي بكل خير