الأربعاء، أكتوبر 31، 2012

يوميـ(4)ـات أنثى

أولى ابتدائي
     
     أول عامٍ دراسيٍ لي 1982/1983م ... كنا وقتها في جزيرة فيلكا التابعة لدولة الكويت ، وكان من حق المُقيمين – غير الكويتيين – دخول المدارس الحكومية .
     أول ليلة لم أستطع النوم ، كنت مُتحمسة جدا ومُستعدة ، وكان نظام المدارس الحكومية هناك أننا نتسلم الزي المدرسي – صيفي وشتوي - والكتب الدراسية والكشاكيل من المدرسة في أول يوم دراسي ، وكان الزي الصيفي والشتوي متشابهين في الشكل مختلفان في الخامة والألوان ، الزي الصيفي كان مريلة كاروهات أبيض وكحلي من القطن ، والشتوي كان أبيض وأخضر من الصوف ،  ولأن الصف الأول الابتدائي يدخل المدرسة لأول مرة فكان أغلبنا يذهب في أول أسبوع بملابس الخروج العادية حتى نتسلم زينا المدرسي الأول على الإطلاق وتتأكد الأمهات أنه مناسب لنا ، وقد أصرت أمي بالفعل أن أذهب في أول يوم بفستان لا زلتُ أذكره ... أبيض في أعلاه وأحمر من الأسفل وبه كرانيش بيضاء وله حزام كاروهات أبيض وأحمر ، وكانت تُريدني أيضا أن أرتدي صندلا للخروج ولكنني أصررتُ على ارتداء الشراب الأبيض والحذاء الأسود .
     حقيبة المدرسة الأولى ... كانت من القماش وكان لونها كُحلي ، بها مقلمة من الخارج تُغلق بسوستة ، ولها أبزيم كالذي يوجد بالصنادل لإغلاق الحقيبة نفسها ، وضعت في المقلمة القلم الرصاص والبراية والأستيكة ، أما المسطرة فكانت طويلة – ثلاثون سنتيمترا – فوضعتها بداخل الحقيبة .
     الطابور الأول ... تجمعنا في ساحة المدرسة وبدأت إحدى المُدرسات بالنداء على سنة أولى ابتدائي ليقفوا في منطقة مُحددة ، وكنا فصلين اثنين فقط ، ثم بدأت في النداء علينا بأسمائنا من الكشف ، كنت في الصف الأول الابتدائي ألف ووضعوا لنا شريطة حمراء لكي يسهل تجمعنا مع بعضنا البعض ، أما الفصل الآخر فوضعوا له شريطة خضراء ، وبدأت مراسم أول طابور صباحي لي : مدرسة صفا ... انتباه ، وتحية العلم وغناء النشيد الوطني لدولة الكويت .
     في الفصل حاولت الجلوس على طاولة قريبة من السبورة كرغبة كل الأطفال ونجحت في ذلك بالفعل ، ولكنني كنت إحدى أربعة فتيات طويلات في الفصل مما تسبب في جلوسي في الآآآآآخر بجانب فتاة إيرانية تُدعى فاطمة الأنصاري ... سأذكرها فيما بعد إذا قدّر الله لي كتابة الجزء الخامس .
     كان اليوم الدراسي مكون من خمسة حصص فقط ، بعد الحصة الثانية تبدأ استراحة الإفطار والتي تأخذنا فيها مُدرسة الفصل إلى كافيتيريا المدرسة لتناول وجبة الإفطار التي تصرفها لنا المدرسة ، وفوجئت عند دخولي الكافيتيريا ووقوفي إلى الطاولة بكوب من اللبن على صينية الإفطار والذي كنت أكرهه جدا – كبقية الأطفال في ذلك السن ، فذهبت بمنتهى البراءة للمدرسة وطلبت منها أن تسمح لي بعدم شرب اللبن لأنني لا أحبه ، وطبعا رفضت بدورها وأسمعتني المحاضرة الشهيرة عن فوائد اللبن ، فاضطررت لشرب الكوب على مضض وكأنه فرض علي سأُحاسب عليه إذا لم أفعله ، حتى اكتشفتُ فيما بعد أنني إذا تركته لن يُحاسبني أحد !
     وفيما بعد توجهنا إلى مخزن المدرسة لتسلم الكتب المدرسية ، لا أستطيع أن أنسى فرحتي في هذه اللحظة ، قد يتعجب الكثير منكم ولكنني كنتُ فتاة مُحبة للمدرسة وللدراسة ، لذلك لحظة تسلمي كُتبي المدرسية الأولى على الإطلاق كانت لحظة مميزة جدا بالنسبة لي ، وتسلمنا الكشاكيل أيضا والتي كانت تُطبع لأول مرة وعلى غلافها صورة الأمير الراحل الشيخ جابر الصباح والذي أتذكره هو والشيخ سعد – ولي العهد وقتها – بكل الحب والامتنان لهما وأسأل الله أن يتغمدهما برحمته الواسعة .
     وبدأ العام الدراسي بكل السعادة والتفاؤل ، ندخل إلي ساحة المدرسة وقد قامت المُدرسة المسئولة عن الإذاعة المدرسية بتشغيل الميكروفون ووضعه بجانب الكاسيت الذي يتم تشغيل المصحف المعلم فيه بصوت الشيخ الحصري ، أو تقوم بتشغيل شريط للأغاني الوطنية ...
     مازال صوتُ الحصري حتى الآن يتربع في أذني وهو يتلو القرآن بهدوء ويصمت للحظات حتى نردد وراءه ، ولن أنسى أبدا ما حييت أغنية البلبل الصداح ، كلما تذكرتها شممتُ رائحة المدرسة وتذكرت شمس الصباح وحمل الحقيبة على ظهري وتوجهي إلى الطابور ...
يا جابر الشعب ... يا بسمة الحب
الشعب حيّــاه ... والله يرعاه
يا عالي القدر ... يا جابر الخير

رحمك الله يا أمير البلاد ورحم ولي العهد الشيخ سعد ... بالفعل كانت أيام حكمكما أيام خير وبركة .

هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

أولاً :النقــدوالسلبيات
بما ان المدونة الإلكترونية هي فن مستحدث من فنون الأدب العربي أقترح أن تتحرري من قيود العربية الفصحى إلى آفاق عامية أرحب وأوسع
للأسباب الأتية:
1- إكساب الصياغة نوعاً من المرونة اللغوية المخاطبة لقاعدة اكبر من القراءوالتحرر من قيود قواعد النحو.

2- إكساب النص الصبغة الروائية "كحدوتة أو روايةأو قصة قصيرة" أعتقد ستكون أكثر تشويقاًوجذباً للقارئ

فإن لم يكن فالجمع بين الفصحى والعامية -كما تفعلين مع الحفاظ على المرادفات الفصحى في قواعد اللغة نحواً في العبارات الفصحى-مثل:إرتداءالجورب الأبيض)وليس (الشراب)- .

ثانياً:الإيجابيات
وحدة الموضوع ودقة التفاصيل والإنتماء الوجداني والعرفان بالجميل لأصحابه وبراءة الطفولة لذكريات محفورة في ذاكرة الكاتبة -لا تجد مشقة في إستدعائها ولاتختلقها-إنعكست على النص و عكست المصداقية للقارئ وأتاحت له التحليق به في سماء الأحداث كانما يعيشها بنفسه.

أتمنى لك المزيد من التوفيق في القادم من اليوميات الأنثوية فلديك المزيد وإن كنت أرى أن مزاجك الشخصي ينعكس على يومياتك ،وفقك الله .


إيمان الحسيني يقول...

سبحان الله ! إرضاء الناس غاية لا تُدرك
فيه شخص قبل كده في يوميات خاطبة طلب مني أتلزم بالعربية الفصحة بشكل كامل :)
كلامك في محله وخلط الفصحى بالعامية عملته قبل كده بس بيبقى على حسب الحاجة إللي باكتبها وإحساسي بيها إذا كانت محتاجة الخلط ده ولا لأ

هل انعكاس مزاجي الشخصي على إللي باكتبه يُعتبر خطأ ؟!!!

Unknown يقول...

1-مازلت أصر على أن المدونة الإلكترونية فن مستحدث من فنون الأدب ولك الحق في إبتكار ما تجدينه مناسباً لذاتك في إبراز ملكاتك الوجدانية واللغوية .

2-انعكاس مزاجك الشخصي على ماتكتبيه لا يُعتبر خطأ وما قصدته أن مدونة (الحج) لأنك كتبتيها في حالة نفسية جيدة متأثرة ببهجة العيد وروحانية ذكريات الحج(من وجهة نظري المتواضعة) أكثر إبداعاً من أولى إبتدائي التي غلب عليها نبرة الحنين الحزينة للذكريات الطفولة و شبه ندم على فقدانها فغلب طابع السرد والإسهاب على المحسنات البديعية اللغوية.أنا راضي ذمتك مش حاسة إن كان عندك أفضل في الحلقة دي؟.
إكتبي ذكرياتك السعيدة وإنتي في حالة نفسية سعيدةوالعكس صحيح هذا ما أقصده.

إيمان الحسيني يقول...

المفاجأة إللي أنت ماتعرفهاش إن يوميات أنثى كتبتها من سنة 2010 .. وكتبت منها 5 حلقات وماكملتهاش ..ونشرتها عالفيس بوك بس :)

logical Hallucination يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

اتذكر وجبة الافطار...ذكريات جميلة عليها، اتذكر اول على ما اعتقد ثاني يوم لي في المدرسة، بعد ان اخذني ابي الى المدرسة، واطمئن لدخولي، ذهب للبتي وانا ذخلت وقبل ان يرن الجرس، خرجت من البوابة وذهبت الى البيت ، حيث انه كن في خلف المدرسة، المدرسة الحكومية في قلب ميدان حولي حاليا. وطبا الا استطيع ان اصف دهشة ابي حين دخولي عليه البيت ، والحمدلله انه كان يوجد احد في البيت لانه كما ذكرت ممرض وكان يعمل على نظان الشفت هههه كانت ايام

إيمان الحسيني يقول...

هههههههههههههه
كويس إنك عرفتي تروحي لوحدك
أنا لحد ما دخلت الجامعة كنت باغرق في شبر ميه :)))