السبت، نوفمبر 03، 2012

أرض بور


-       يا باشمهندسة الأرض دي ما تنفعش خالص للزراعة ... دي رملة !!!
-       يا عم محمد هنجرب ومش هنخسر حاجة .
-       مش هنخسر إزاي بس يا باشمهندسة ؟ دي فلوس بتترمي عالأرض !!!
-       هنجرب وربنا يوفقنا .
كانت بالفعل أرض رملية لا أمل من إصلاحها أبدا ، ولكن شيئا ما بداخلي أصر على أن أخوض التجربة
رفضتُ فكرة عدم وجود المقدرة على العطاء عند أي مخلوق
الكل قادر على العطاء ... حتى الأرض الرملية

وبعد عام كامل ...
-       مش قولتلك يا باشمهندسة إنك بترمي فلوسك عالأرض ... العوض على الله .
-       مش مهم يا عم محمد ... المهم إني حاولت .
والأهم أنها حاولت هي الأخرى
حاولت بكل ما أوتيت من قوة خلقها الله بداخلها
ولكنها لم تجد التشجيع الكافي ممن حولها
الكل نظر إليها وقال : أرض بور ... لا أمل من إصلاحها .

-       هتعملي إيه يا باشمهندسة دلوقتي ، نعرضها للبيع ؟
-       لأ يا عم محمد بيع إيه !!! أنا هاحتفظ بيها ، بس شوفلي مقاول من المنطقة هنا .
-       مقاول !!! ليه يا باشمهندسة انتي هتبني هنا في الصحرا دي ؟!!! ده مافيش أي خدمات فيها خالص !!!!
-       إللي أنا هابنيه مش محتاج أي خدمات يا عم محمد .
-       مش فاهم ؟!!!
-       دورلي على مقاول يبنيلي تُربة في الأرض يا عم محمد ... عاوزة أدفن فيها لما أموت .
أشعر بها تحتاج إلى حضني كما أحتاج إلى دفيء حضنها
أشعر بها تبحث عن أنيس لها يُكمل معها سويعات عمرها في الدنيا الفانية
أسمعها وهي تدعو الله بدعائي الدائم له : رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ .

-       شوفلي المقاول يا عم محمد ، أنا نويت أدفن هنا ... في الأرض البور .

إيمان الحسيني
6/3/2007م

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مش هاقولك المعنى قاسى
المعنى راقى جدا جدا
و إنسانى جدا
بجد عجبتنى أوى