الأربعاء، مايو 15، 2013

الوفاء على أيّامنا شطارة


        استوقفتني كثيرا هذه الفقرة من كتاب : نسيان com .. للكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي" ، كانت مفاجأة لي أن أكتشف أن هذه الفكرة شائعة بيننا معشر النساء بعد أن ظننتُ أنها مجرد اعتقاد يخصني وحدي !
لماذا يخشى الرجل المرأة الصادقة ؟!
لماذا ينفر منها ويعتبرها تهديدًا له ؟!
لماذا لا يشعر بالأمان معها ويبدأ الشك يتسلل لقلبه وعقله لمجرد أنها صريحة وواضحة ؟!

        أخبرني أحد الأخوة ذات مرة أنه يرفض تماما الارتباط بمن سبق لها الخِطبة حتى وإن كانت مجرد "قراءة فاتحة" لأنه يُريد أن يُصبح الرجل الأول والأخير في حياة زوجته ! قلتُ له بأنه لا مانع من أن يرتبط بمن سبق خطبتها على الملأ وبمعرفة أهلها وذويها أفضل من الارتباط بمن لم يسبق لها الخطبة "رسميا" ولكنها من الممكن أن تكون "عايشة حياتها" ! وهذا النموذج من الفتيات منتشر وبكثرة في مجتمعنا للأسف .. قد تظهر لك في صورة القطة المغمضة العينين المتعففة ولكن كما يقول المثل الشعبي : ياما تحت الساهي دواهي ! وأنا لا أتحدث من فراغ هناك تجارب رأيتها تحدث أمامي وقصص أخرى تم روايتها لي من أناس ثقات .

        أخونا السابق ذكره أصر على رأيه وأورد الآيات والأحاديث التي تُثبت أن "الطيبون للطيبات" .. إذن لماذا نرى بعض الأخيار من الرجال والنساء وقد ابتلاهم الله بشريك حياة لا يتقِ الله فيهم ؟!! أنا لا أشكك بهذا السؤال في مصداقية الآية القرآنية بل أحاول أن أحرك المياه الراكدة في الأذهان والتي أسنت من موروثات بالية لا صحة لها .. فقد فسّر الشيخ الشعراوي – عليه رحمة الله – هذه الآية بأنها منهج يأمرنا الله باتباعه في اختيار شريك الحياة وليست قدرا محتوما من الله لن نستطيع تغييره .

        روت لي صديقة حكاية قريب لها كان يبحث عن عروسة لم يسبق لها الارتباط ، ووجدها بالفعل من بيت محترم وأسرة كريمة ويظهر عليها الحياء وحمرة الخجل فقرر أن يعقد عليها ، وفي يوم من الأيام أراد الاتصال بها وقد فرغت بطارية هاتفه المحمول فاتصل من هاتف صديق له ، وعندما ألقى عليها السلام فوجئ بأنها تُخاطبه بلهفة باسم رجل آخر ! نعم .. هو حبيب سابق كانت على علاقة به ، وأخذ يُجاريها في الحديث ليتأكد مما سمع فأعادت اسم الرجل الآخر أكثر من مرة وأفصحت عن رغبتها في لقائه ! فما كان من هذا الشاب إلا أن طلقها ليتخلص من خيانتها قبل الزفاف .

        ألم يكن من الأفضل لهذا الشاب أن يرتبط بمن سبق علم الجميع بخطبتها كما أحل الله عن الارتباط بمن تفعل ما يُغضب الله وتدعِ العفة ؟!
        هل كان مُحقا عندما أساء الظن بمن سبق لها الارتباط ؟ ظنا منه بأن وجهها أصبح مكشوفا وأنه لا يدري ما استباحه منها خطيبها السابق ؟!!

        ونعود لما بدأنا به : لماذا يخاف الرجل من المرأة الصريحة الواضحة ؟ ولماذا يُسلّم عقله وقلبه لمن تُسمعه حلو الكلام وهي كاذبة ؟ والطامة الكُبرى أنه يعلم بصدق هذه وكذب تلك !

        أنا – كفتاة – تم رفضي من خاطب دون أن يراني لمجرد علمه بأنه تمت خطبتي مرتين ! مع العلم بأنه كان مُطلقا ! فهل يفرض علينا المجتمع أن  نُخفي ما أحله الله وأمر به لمجرد أن نُرضي غرور ذكر "لا يرضى بدور غير أدوار البطولة" كما تقول الشاعرة سعاد الصباح ؟

        يا معشر الرجال .. استقيموا يرحمكم ويرحمنا الله ، فما نحن إلا فرع من جذعكم ، فإذا قوي الجذع وصح .. استقام الفرع وأثمر .

إيمان الحسيني
15/5/2013م

هناك تعليقان (2):

يا مراكبي يقول...

أنت تناقشين أمراً صحيحاً لا خلاف عليه ولكن تطبيقه يتعثر بسبب آخر .. وهو أن المجتمع نفسه أصابته التشوهات ولا أستثني هنا النساء عن الرجال

فليس الرجل وحده هو من يفكر هكذا بتلك الطريقة العوراء بل هو نتاج لنفس تفكير أمه التي ربته على ذلك

إنها أزمة مجتمع يحتاج إلى أعوام عديدة لكي يتغير فكره

إيمان الحسيني يقول...

كتبت عن الموضوع ده قبل كده في تدوينة اسمها : حقوق وواجبات
http://te3mah.blogspot.com/2006/04/blog-post_17.html

بس أنا باتكلم عن ظاهرة موجودة وبشدة وسط الرجالة !
ليه الراجل بيميل للست إللي بتكدب عليه ؟!!!