الثلاثاء، أكتوبر 08، 2013

باب الخروج

        الحمد لله انتهيت من قراءة رواية "باب الخروج" للكاتب "عز الدين شكري فشير" وإللي صدرت الطبعة الأولى منها في عام 2012 يعني قبل وقوع أحداث كثيرة حاول الكاتب التنبؤ بها في روايته ، وما سأكتبه هنا يُمثل رأيي الشخصي جدا كقارئة من عامة الناس .. اتفقتم معي أو اختلفتم فلكم جزيل الشكر والاحترام .. والشكر موصول لمؤلف الرواية .

1- بداية الرواية إيقاعها بطيء جدا ومليانة بالتطويل والوصف الدقيق لمواقف ومشاهد من الممكن تخيل تفاصيلها دون كتابتها ، مثال : كلما ذكر المؤلف محاولة اتصاله بزوجته وابنه في الخارج أعاد على القارئ تفاصيل فتور العلاقة بينه وبين زوجته والتي تحولت إلى غضب بداخله .. في كل مرة يُعيد المؤلف كتابة نفس المشاعر والتي يشعر بها في كل مرة يُحادث فيها زوجته وابنه !

2- الجزء الأول من الرواية والخاص بثورة 25 يناير وما قبلها كان شيق جدا وشدني فعلا يمكن لإني عشت أحداثه في الواقع ، لكن الملل بدأ يتسرب ليا لما بدأ يتخيل تطور الأحداث بعد الإعلان عن فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة خلال الفترة الانتقالية الأولى ، وأعتقد السبب في كده إن المؤلف أنهى الرواية قبل العملية الانتخابية وقبل إعلان الفائز .

3- وبالرغم من التطويل في الرواية لكن فيه أحداث تم القفز بالزمن فيها بشكل غريب جدا يجعل القارئ "يفصل" من موود الرواية ! مثال : عز الدين فكري وزير الداخلية السفاح الدموي ظل فصلا كاملا يسفك الدماء والمؤلف يكرر وصفه بالدموية وتتطور الأحداث إللي تخليه يسفك المزيد من الدماء .. ومع ذلك خبر القبض عليه وإعدامه تم كتابته في سطرين اتنين فقط !

4- الاتجاه السائد في الرواية متشائم بشكل غريب ومافيش أي بارقة أمل فيه ! وكإن المؤلف بيحاول يوصل لينا رسالة مفادها : إن عصر مبارك بما فيه من ظلم وعيوب كان أفضل 100 مرة من أي تغيير هانقوم بيه ! واستغربت جدا لما الكاتب استشهد بخلاف واقتتال الصحابة بعد وفاة الرسول الذي أتى بالتغيير بعد عصور من الجاهلية !!!! .. وحديث الكاتب وكإن الدولة المصرية عِدمت من الرجال الأوفياء إللي هَمهم عالبلد فعلا وكل إللي وصلوا للسلطة كان همهم المركز وبس ! وظل الكاتب لنهاية الرواية يخرج بالشعب الغلبان من ديكتاتور لسفاح في حين إن بطل الرواية إللي المفروض إنه عنده مبادئ وبيحب البلد فعلا ظل صامتا في مكانه وماحاولش يتدخل بشكل إيجابي لصالح البلد إلا بعد خراب مالطة !

5- اتجاه آخر كان سائد في الرواية وهو العداء على طول الخط لمؤسسة الداخلية ومؤسسة الجيش .. مش بأقول إنهم ملايكة .. أنا عشت ظلمهم زيكم بالضبط بس الأكيد إن فيه رجالة محترمين في المؤسسات دي لازم نساعدهم على تطهير المؤسسات منهم فيهم ، لكن إننا نفضل في حالة عداء دائم معاهم بسبب الماضي يبقى إحنا عاملين زي الست إللي مهما جوزها قدملها من خير هاتفضل تفتكرله طول عمره إنه ضربها بالقلم في يوم من الأيام !

6- مسألة إن الجيش يلجأ للتعاون مع إسرائيل لاحتلال سينا لمجرد إنه يزيح الإخوان من الحكم غير منطقي بالمرة !!!

7- المؤلف أظهر عيوب جميع الفصائل السياسية والشعبية بالتفصيل وبتكرار مستمر إلا الإخوان .. أظهر تآمرهم في السنة الأولى فقط وبعد كده حطهم في صورة المضحوك عليهم إللي تم التآمر عليهم لإسقاط حكمهم ! وده شيء استغرب منه فعلا لإنه شهد أحداث محمود محمود ومجلس الوزراء وانتخابات البرلمان وشاف إزاي الإخوان هما إللي تآمروا على الشعب للوصول للحكم !

8- وبعد التشاؤم والسواد إللي شوفناه في الرواية , ولما بدأ البطل يأخذ موقف إيجابي في النهاية ترك الكاتب النهاية مفتوحة !

9- فيه ناس كتيرة قرأت الرواية بتقول إننا بنعيش الجزء الدموي منها حاليا بعد خلع مرسي وفض اعتصام رابعة والنهضة .. في رأيي الشخصي الدموية دي كانت هاتحصل فعلا لو كان الإخوان استمروا في الحكم ولينا شواهد كتيرة على كده خلال السنة إللي حكم فيها مرسي وأهمها دستور 2012 .

وفي النهاية ده مجرد رأي شخصي قد أصيب وقد أخطيء فيه .. مع كامل احترامي وتقديري للمؤلف .

هناك تعليقان (2):

abdallah mortada يقول...

تحليل ممتاز .. وكويس انك من القلائل اللى باقيين على العهد ولسة بتكتبي في المدونة

إيمان الحسيني يقول...

منور يا فندم :)
المدونة هي مملكتي الصغيرة إللي باقول فيها إللي أنا عايزاه وماينفعش أستغنى عنها :)