الاثنين، ديسمبر 09، 2013

ربيع الخريف


         فصلان متوازيان من فصول المناخ ، أو فلنقل متلاحقان .. ولكننا شئنا أم أبينا لن يلحق أحدهما بالآخر أبدا ، لأنها سُنة الله في خلقه ، ولحكمة لا يعلمها إلا الله قد نجد أياما متقلبة ومغبرة في قلب الربيع ، وقد نعيش أياما معتدلة ومشمسة في أواسط الخريف ! هكذا كانت "حياة" .. تبدأ خريف عمرها وتمتلئ بربيعه في آن واحد !
        أنهت "حياة" قراءتها لإحدى روايات الكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي" وهي تشعر بأن كل ما فيها قد تغير .. كل ما فيها أصبح يتحرك .. خلايا عقلها نشطت من حيث لا تدري وكأنها صُعقت ببرق خاطف في إحدى ليالي الشتاء المعتمة ! شعرت وكأن الكاتبة تتحدث عنها كـ"أنثى" مُجردة من كل التعريفات التي حُبست بداخلها لعقود في كتب كان مؤلفوها من الرجال ! وكانت آخر صفحات الرواية تحمل رسالة مباشرة مملوءة بالتمرد أصابت هدفها في عقل وقلب "حياة" : (ارقص كما لو أن لا أحد يراك ، غنّ كما لو أن لا أحد يسمعك ، أحب كما لو أن لا أحد سبق أن جرحك) .
إيمان الحسيني

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

رائعة .. بالرغم من قصرها الشديد وروعتها في بلاغة سطورها المركزة

إيمان الحسيني يقول...

لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا :)