الخميس، يونيو 11، 2015

شفرة دافينشي.. مجرد رأي

بداية الكلام هنا هايعبر عن رأيي الشخصي جدا في الرواية، أنا مش أديبة ولا ناقدة.. ده مجرد رأي وانطباع شخصي عن الرواية بعد قراءتها .

الرواية كـ "رواية" أكثر من رائعة لدرجة إني وصفت نفسي وأنا باقرأها إني زي ما أكون باجري ومش لاقية وقت مستقطع للراحة! أحداثها مبنية على أفكار تمس الواقع والنوع ده من الروايات والأفلام بيشدني جدا خاصة وإن المؤلف ذكر في بدايتها إن المعلومات الفنية والأدبية وبعض الأحداث التاريخية المذكورة فيها صحيحة .

الرواية لمن لم يقرأها أو يُشاهد الفيلم بتتكلم عن فكرة نفي صفة الألوهية عن السيد المسيح والترسيخ لفكرة إنه كان بشر آدمي، ومش بس كده.. كمان محاولة نفي صفة النبوة عنه والتلميح إلى إن الإنجيل لم يكن كتاب سماوي ولا وحي من الله، إنما كان مجرد كتاب للإصلاح الاجتماعي كتبه مُصلح اجتماعي وهو السيد المسيح! وكـتأكيد لنفي صفة الألوهية كانت الحبكة الدرامية طول الفيلم تتجه لإثبات إن السيد المسيح تزوج من مريم المجدلية وإنها حملت منه وتم تهريبها من فلسطين بعد صلب السيد المسيح للحفاظ عليها وعلى المولود، وأن للسيد المسيح ذرية مازالت تتناسل حتى يومنا هذا .

مافيش مشكلة إن يكون ده أحد الآراء المتواجدة عن السيد المسيح خاصة وإن الرأي بعدم ألوهيته بيتفق مع العقيدة اليهودية والإسلامية، المشكلة الحقيقية هي ظهور الماسونية بشكل واضح وصريح خلال الأحداث وكتابة أسماء علماء عباقرة وفنانين عظماء كانوا من الأوائل إللي التحقوا بالمحفل الماسوني وعلى رأسهم ليوناردو دافينشي وإسحق نيوتن، وكان كل همهم الحفاظ على الفكرة دي. المسيح بشر تزوج من مريم المجدلية وأنجب منها، وتم ربط الأحداث برموز "وثنية" على حد كلام المؤلف نفسه والرموز دي أصولها من الحضارات القديمة زي الفرعونية واليونانية والرومانية والفارسية، والحضارات دي بوجه عام كانت بتقدس المرأة بسبب عملية الحمل والولادة إللي كانت بتعتبر معجزة في حد ذاتها، وفي بعض الأوقات كانت المرأة عبارة عن إله يُعبد زي إيزيس المصرية، وكان فيه طقوس مشتركة لتمجيد الإلهة الأنثى كانت عبارة عن حفلات جنسية!

ظاهر الأحداث إن الجمعيات السرية إللي مؤيدة للفكرة دي – بشرية المسيح وزواجه من المجدلية – هي جمعيات بتمثل خطر على الديانة المسيحية والسلطة الباباوية للفاتيكان، لكن للي يركز في المعلومات إللي ذُكرت في الرواية هايجد إنها بتمثل خطر على كل الأديان السماوية مش بس المسيحية! لإنها بتدعوا إلى تمجيد فكرة الإلهة الأنثى أو المرأة المقدسة – الكأس المقدسة - من خلال محافلهم إللي بتمارس طقوسها حتى يومنا هذا، وفي خلال الرواية تم التلميح إن التلاعب إللي تم في الديانة المسيحية – على حد قول المؤلف – تم أيضا في الديانة اليهودية والإسلامية وذلك لفرض السلطة والسيطرة على الأتباع بأديان غير حقيقية وإن الرسل والأنبياء كانوا مجرد بشر مُصلحين ولا ليهم معجزات ولا بينزل عليهم وحي من السماء!

للي كانوا بيسألوني يعني إيه ماسونية.. هي دي الماسونية.. التشكيك في كل الأديان والكتب السماوية والدعوة إلى عبادة الطبيعة – الوثنية -! وللأسف أساس نشأة الماسونية كان اليهودية، وظهر ده في نهاية الفيلم بإن نجمة داوود هي الرمز "الوثني" إللي بيعني اندماج الذكر والأنثى في وحدة واحدة، والرمز ده كان هو الدليل على مكان قبر مريم المجدلية – الكأس المقدسة - .


ملاحظة صغيرة: الكأس المقدسة في العقيدة المسيحية هي الكأس إللي شرب منها المسيح في العشاء الأخير قبل صلبه، وبعد الصلب قام أحد التلاميذ بجمع دم المسيح في الكأس دي، وإلى الآن كل علماء الآثار والتاريخ بيبحثوا عنها .

ليست هناك تعليقات: