الثلاثاء، مارس 14، 2006

دعـوة أب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة دي قصة واقعية سمعت أحداثها من صاحب القصة نفسه وهو بيحكيها على قناة المجد الفضائية من كام يوم في برنامج كان اسمه على ما اذكر (الجانب المظلم)
وباحكي القصة دي لنفسي أولا ولكل مسلم ومسلمة اغتروا بشبابهم وصحتهم وظنوا إنهم هيُخلدوا في الدنيا
فزين ليهم الشيطان معصية الله وهو بيديهم الأمل في إنهم هينصلح حالهم لما يبقوا يكبروا
هاحاول قدر المستطاع إني أنقل كل تفاصيل القصة زي ماحكاها صاحبها
طبعا هانقلها بالمعاني إللي أنا فهمتها وقالها صاحب القصة بشكل صريح
لإني كان صعب عليا جدا أحفظ الحوار كامل بالنص

صاحب القصة شاب سعودي في أوائل الثلاثينات من عمره اسمه عبد الله
من أكتر من عشر سنين وتحديدا لما كان عمره 19 سنة كان عبد الله شاب لاهي وعاصي زيه زي أغلبية الشباب
وكان بيحترف الكذب على أبوه وأمه وكان بيهرب من المدرسة مع أصدقاء السوء علشان يخرجوا مع بعض يتفسحوا ويرتكبوا المعاصي بدون علم أهاليهم
ومن أجمل الكلمات إللي وصف بيها عبد الله الحال مع أصحابه وإزاي انحرف معاهم إنه قال : الصاحب ساحب
يعني أصدقاؤه كان ليهم العامل الأكبر في احترافه المصية وبعده عن الله

في يوم من الأيام كان عبد الله رايح المدرسة الصبح وفات عل أبوه وعمه في محلهم
وهو بيسلم على عمه وقع من جيبه الفوقاني ولاعة سجاير
أبوه سأله : الولاعة دي بتاعتك ؟
قال عبد الله : لأ مش بتاعتي دي بتاعة صاحبي .
أبوه قال : ولما هي بتاعة صاحبك أنت شايلها ليه ؟ دي أكيد بتاعتك وأنت بتشرب سجاير .
عبد الله صمم على رأيه وهو عارف إنه بيكذب على أبوه : لأ مش بتاعتي دي بتاعة صاحبي .
فأبوه اتنرفز منه ودعا عليه : يا رب تتكسر رقبتك لو كانت الولاعة دي بتاعتك .
فعبد الله كابر وأصر على رأيه : يا رب تتكسر رقبتي لو هي بتاعتي .

وعدى اليوم بشكل عادي وطبيعي
وفي فجر اليوم التالي راح أبو عبد الله علشان يصحي ابنه علشان يروح لصلاة الفجر معاه
عبد الله استنى لحد ما أبوه خرج للمسجد ورجع نام تاني
وبعدين صحي علشان يروح المدرسة
وطبعا ماراحش المدرسة وخرج مع أصحابه وأخوه الصغير
راحوا البحر للسباحة
بعدين نطوا من على سور فيلا مُغلقة فيها حمام سباحة علشان يعوموا في حمام السباحة
وعبد الله كان شاب رياضي ومحترف سباحة وغطس
طلع فوق المنط إللي ارتفاعه مترين ونص وقفز في حمام السباحة إللي عمقه 3 متر
وضع طبيعي جدا ومش جديد على عبد الله
ولكن قضاء الله وقع
عبد الله لما قفز راسه اتخبطت في أرضية الحمام
وهو بيقول بنفسه : سمعت بودني صوت تحطم فقرات في ضهري ، وأسوأ ما في الأمر إني مافقدتش الوعي كما هو معتاد في الأوضاع دي ، ظللت واعي ولكني أصبت بشلل في جسمي كله ، لدرجة إن صديقي مر من جنبي وبيني وبينه شبر وماقدرتش أحرك إيدي علشان أمسك فيه !!!

دعوة الأب تحققت كما دعاها بالضبط لحظة غضبه : يا رب تتكسر رقبتك .

عبد الله فضل حابس نفسه دون أي حركة لمدة 5 دقايق تقريبا وده وقت قياسي جدا لإن طبيا المخ بيموت بعد 4 دقايق من امتناع الأكسجين من الوصول إليه
والإنسان بيموت كلية بعد 6 دقايق
وفي آخر لحظة مرت حياته قدامه زي البرق وتذكر دعوة أبوه عليه
وتذكر ست عجوزة كان من وقت للتاني بيديها صدقة لا تتعدى بضعة ريالات وكانت بتدعيله في المقابل
وتذكر إنه ينطق بالشهادتين
وبعدها فقد الوعي وفضل في مكانه زي ما هو لمدة ربع ساعة تقريبا شاملة الفترة إللي كان واعي فيها
لحد ما أصحابه وأخوه أخدوا بالهم وخرجوه وهو فاقد الوعي
حاولوا يعملوله تنفس صناعي زي ما بيشوفوا في الأفلام وطبعا ده زاد من سوء حالته
ولما قلبوه على بطنه علشان يحاولوا يفوقوه فوجئوا بإن جسمه كله اتقلب وفضل وجهه ناحية الظهر !!!!
وده طبعا بسبب الكسر إللي في الرقبة

المهم اتصلوا بالإسعاف وبلغوا أهله تم نقله للمستشفى وإفاقته والحمد لله
بس طبعا الألم إللي كان حاسس بيه كان حاد جدا جدا جدا
ده غير إنه أصيب بنزيف داخلي تسبب في نزفه للدم من فمه وأنفه وجميع مخارج جسمه واتنقله تقريبا – على ما أذكر من كلامه – 36 كيس دم
والطبيب اضطر إنه يعمله عملية فتح بطن علشان يعرف مصدر النزيف بالضبط
ونسبة النجاح في العلمية كانت 5% فقط !!!
سبحان الله
ولسه له عمر وطلع من العملية على قيد الحياة
وتم تثبيت راسه في جسمه من جديد
وتم تركيب طوق من الحديد في راسه مثبت بمسمارين على جانب الرأس لمنع تحركها لحد ما الكسر يلتئم !!!

وفضل عبد الله في المستشفى لمدة 3 سنين
ولو حد يعرف الممثل إللي قام ببطولة سوبرمان وإزاي انتهت حياته
هيعرف عبد الله عايش إزاي دلوقتي
نفس الوضعية بالضبط
صعوبة في التنفس والكلام وعدم حركة في الجسم كله
سبحان الله

من مقتطفات كلام عبد الله في الحلقة وإللي كان بيجاوب بيها على أسئلة المذيع :
* أنا كنت هاموت ميتة سوء وأنا في الوضع ده وأبويا غضبان عليه وباعمل معصية بتركي للمدرسة علشان أتفسح مع أصحابي لكن قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إن الصدقة لتطفئ غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء .

* أصحابي إللي كانوا معايا في يوم الحادث كانوا 13 واحد ... ماحدش جه يزورني وأنا في المستشفى حتى علشان يطمئن عليه ، لإن صاحب السوء يوم ما أنت تقع مش هيعرفك تاني خلاص .

* وأنا في المستشفى توفي عمي وده كان سبب في توبة ابن عمي وعودته إلى الله ، وابن عمي لم يزرني في المستشفى من يوم الحادث ، بس لما توفي عمي وهو تاب جه يزورني ويخفف عني ألمي ، وبعد شوية جابلي صحبة صالحة هو تعرف عليهم وجابهم يزوروني ويعرفوا مني قصتي ، ودي كانت بدايتي مع معرفة الصحبة الصالحة وبدايتي مع التوبة إلى الله .

* وابن عمي عرف مشايخ كتير في المنطقة بقصتي ، والمشايخ دول طلبوا مني كتير بعد خروجي من المستشفى إني أشارك معاهم في معسكراتهم علشان أروي قصتي للشباب علهم يتعظوا ويتوبوا إلى الله قبل فوات الأوان ، في البداية كنت بارفض لإني ماكونتش قادر أواجه ، لحد ما طلبني شيخ للحديث مع شباب في معسكر وكانت آخر محاضرة ومافيش حد يلقيها ، وروحت مع ابن عمي ... والكلام دلوقتي على لسان الشيخ ده : عبد الله وافق يجي المعسكر ويحكي قصته على الشباب وبدأ كلمته بجملة أبكت جميع الحصور ، عبد الله بدأ الكلام بقوله : انتوا أكيد سمعتوا قصص كتيرة لشباب كانوا مدمنين خمور وتابوا أو مدمنين مخدرات وتابوا ، وهما تابوا وجم يحكوا قصصهم من غير ما يفقدوا حاجة ، لكن أنا تبت دلوقتي بس بعد مافقدت كل شيء .

* وروحت زرت سجناء وحكيتلهم قصتي للموعظة وفي وسط الكلام قولتلهم : كام واحد منكم دلوقتي رفع إيده وحركها بشكل لا إرادي ومن غير ما يفكر ؟!!! انتوا مش واخدين بالكم من حركتكم لإنكم معتادين عليها ، لكن أنا اتحرمت منها علشان كده واخد بالي من كل تحركاتكم .

* عندي 3 أمنيات نفس يتحققوا ، الأولى : إني أسجد لله على الأرض ، وأنا بصحتي كنت بارفض أسجد لله وبمزاجي وبعندي ، ودلوقتي نفسي أسجد على الأرض لكن مش قادر وبقيت محروم من النعمة دي .
الثانية : إني أقدر أقلب صفحة المصحف وأنا باقرأه ، انتوا بتعملوا ده بشكل لا إرادي ومن غير تفكير ، لكن أنا بالنسبالي بيبقى أمر في ثقل الجبال .
الثالثة : نفسي في العيد أو في أي مناسبة حلوة أدخل على أمي البيت وآخدها في أحضاني ، لأنها مستحملة كتير قوي علشاني وبسببي .

وأصبح عبد الله داعية إلى الله وهو مُقعد ومشلول الجسد كلية
وهو كان لاهي وعابث وهو صحيح الجسد وبصحته !!!

الحقيقة الحلقة كانت غنية جدا ومحزنة جدا ومش قادرة أجمعها بشكل كامل
بس لو افتكرت حاجة تانية هاكتبها إن شاء الله
القصة دي فكرتني بنفسي وبملايين الشباب إللي اغتروا بشبابهم وصحتهم وصغر سنهم وهما ناسيين إن الموت بيجي فجأة
شباب فاكر اللهو والعبث وناسي التوبة إلى الله
شباب فاكر إنه يقدر يعمل إللي هو عاوزه ... ولما يجي الوقت المناسب من وجهة نظرهم يبقى يتوب ... ونسي إن ممكن كلمة التوبة تُمنع عنه بأمر من الله !!!

عبد الله كان لسه ليه عمر
وربنا جعله سبب لهداية المئات من الشباب وتوبتهم
وبالرغم من كل آلامه هو وأسرته إلا إنه بيجد سلوته وفرحه في قول الله تعالى : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ "

وفي النهاية ماتنسوش أخوكم عبد الله من صالح الدعاء
وماتنسوش أمه ... الست العظيمة إللي استحملت الابتلاء ده وشايله ابنها وبتخدمه خدمة العبد للسيد بمنتهى الرضا بقضاء الله

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
اللهم ردنا إليك ردا جميلا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
اللهم اهدنا جميعا واهدِ شباب وبنات المسلمين إلى طريقك المستقيم واجعلنا هُداة مهديين
اللهم آمين

هناك 9 تعليقات:

إيمان الحسيني يقول...

فيه نقطة غايبة عنك يا فادي
إحنا في الإسلام مأمورين بالدعاء كعبادة
لكن مأمورين كمان إن يكون بجانب الدعاء عمل علشان تكتمل عبادة الدعاء

يعني في القصة دي الأب نصح ابنه كذا مرة وحذره وحاول إنه يرجعه عن طريق السوء إللي ماشي فيه
وفي النهاية دعا عليه
يعني الأب عمل إللي عليه وماقدرش إنه يمنع نفسه من الدعاء على ابنه بسبب غضبه منه
علشان كده دعوته كانت مستجابة
لإنه عمل إللي عليه كأب تجاه ابنه

لكن لما نيجي بقى لوضع الأمة الإسلامية بشكل عام
إحنا مكتفيين بالدعاء وفقط
لكن مافيش عمل
يبقى إزاي هتكون دعوتنا مُستجابة ؟!!!!

shady يقول...

فى حديث للرسول على ما اذكر
لا تدعو على ابنائكم لعل باب السماء يكون مفتحا

اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته الحمد لله

إيمان الحسيني يقول...

فعلا الحمد لله على كل حال يا شادي :)

Karim Ali يقول...

أنا بجد مش لاقى كلام أعلق بيه على القصة دى...
لكن مفتكرش أن فيه حاجة الواحد ممكن يتعظ بيها أكتر من كدة!!

... يقول...

طعمة

بجد قصة مؤثرة جدا

هتخلينى أخلى بالى وانا باكلم الولاد

يعنى كفاية عليهم

بلاش شقاوة

:)

ربنا يخليكى

وتكتبى دايما كل الخير

إيمان الحسيني يقول...

إدعي لصاحب القصة بالثبات يا كيمو
وجزاك الله كل خير

إيمان الحسيني يقول...

جزاكِ الله كل خير يا حلم
وربنا يطمنك على ولادك ويباركلك فيهم
اللهم آمين

ROMANTIC ROSE يقول...

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. انا عارفه ان مش امهات و أبهات كتير بيقروا البلوجات .. بس بالله عليكم و عليكن يا من تقرؤا .. لا تدعوا/تدعين علي اولادكم .. حتي و لو من ورا قلوبكم ..

قال رسول الله "صلي الله عليه و سلم"
[ ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ] . ( صحيح ) . وله شواهد بألفاظ مختلفة منها : ذكر دعوة المظلوم بدل دعوة الصائم ، وقد مضى برقم 598 ، ومنها : ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم . أخرجه أحمد وغيره وصححه ابن حبان . وتخريجه في الترغيب برقم 63/2 .

جزاكي الله خيرا يا طعمه ..

إيمان الحسيني يقول...

جزاكِ الله خير الجزاء يا رومانتيك :)