الخميس، أغسطس 16، 2007

أنا ورمضـ(2)ـان وشوشو

- ماله الأسبوع اللي فاضل ده ؟!!!
نظر إلي بلؤم شديد قائلا : ناوي تعمل فيه إيه ؟
- عادي يعني هاعمل فيه إيه ؟!!!
- مش ناوي تستغله في أي نشاط ترويحي ؟
- نشاط ترويحي ؟!! إزاي يعني ؟
- أنت عارف إن كلها أسبوع ورمضان يدخل ومش هتبقى ملاحق ما بين صوم وصلاة وقرآن ... والمفروض إنك تكون مستعد للمجهود ده كله .
- عندك حق فعلا المفروض أستعد من دلوقتي ، لازم أبدأ أواظب على الصلاة في المسجد وأحوش مبلغ صغير من مصروفي للصدقة ولازم كمان .....
قاطعني مستنكرا وغاضبا : حيلك حيلك ... هو أنت كده تبقى بتستعد لرمضان ؟!!!
لاحظ ارتسام علامات التعجب على وجهي فبادرني بالحديث اللين : أنت كده تبقى بترهق نفسك وتحملها فوق طاقتها .
أجبته متعجبا : باحملها فوق طاقتها !!!! إزاي بقى ؟!!!
أجابني بنبرة ثقة عالية : أيوة بتحمل نفسك فوق طاقتها ، لإنك على ما هيجي رمضان هتلاقي نفسك تعبت من كتر العبادة وزهقت وهتسيب كل حاجة ... مش ده برضه اللي بيحصل معاك لما تفضل فترة طويلة تذاكر من غير ما ترتاح ؟
أجبته وأنا في حيرة من أمري : أيوة فعلا أنا لما باذاكر كتير من غير ما ارتاح في النص بآجي قبل الامتحانات وازهق وأمل وابطل أذاكر ... بس المذاكرة حاجة والعبادة حاجة تانية !!!!
- مين بقى قال كده ؟!!! هما الاتنين واحد ، وعلى رأي المثل : ساعة لقلبك وساعة لربك .

شعرت أنه على حق فقلت له : عندك حق ، طب أنت إيه فكرتك عن الاستعداد لشهر رمضان يعني ؟
ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة وكأنه قد وجد ضالته بعد عناء شديد ثم قال : المفروض إنك تروّح عن نفسك وتستمتع بوقتك وتنسى شوية العبادة اليومين دول ، بحيث لما ييجي شهر رمضان وتبدأ العبادة تاني تلاقي نفسك راجعلها بشوق وقوة .
- كلام معقول ... بس أنفذه إزاي بقى ؟
- أول حاجة لازم تستغل التكنولوجيا الحديثة ، جهاز الكمبيوتر اللي قدامك ده ... مش معقولة قاعد طول النهار والليل قدامه علشان تكتب في أبحاث أو تتابع أخبار أو تشارك في منتديات وبس !!!
نظرتُ إليه بنظرة حائرة وأنا أسأله : طب أستغله في إيه غير كده ؟!!! ما هو معمول علشان كده !!!
- لأ طبعا يا فالح ، الكمبيوتر ليه استخدامات كتيرة قوي وممتعة جدا غير اللي أنت بتعمله ده بس .
- طب زي إيه يعني ؟!!!
أنزل ساقيه من فوق مكتبي وبدأ يتحدث بنبرة الصديق المخلص الناصح قائلا : أنت في عنفوان شبابك دلوقتي وأكيد نفسك زيك زي أي شاب تعرف حاجات كتيرة قوي عن الجنس الناعم .
قفزت من فوق كرسيي قائلا : إيه ؟!!! أنت تقصد إيه بكلامك ده ؟!!!!!!!!!
أجابني بلين شديد ليكتسب ثقتي أكثر وأكثر : إهدى بس ، هو أنا بأقولك تعمل حاجة غلط ؟!!!
- أومال أنت تقصد إيه ؟!!!
- أنا أقصد طبعا إنك بشر وليك رغبات مُلحة ، والعصر اللي احنا عايشين فيه ده مابقاش يرحم ، بعدين دلوقتي أنت طالب يعني اطلاعك على الحاجات دي هيبقى بنية تلقي العلم والمعرفة والتثقيف الذاتي ، وكمان مش معقولة يعني تبقى قاعد في وسط أصحابك الرجالة وتلاقيهم عارفين كل حاجة وأنت زي الأطرش في الزفة ، لازم تتعلم ده مش عيب ولا غلط ... ده علم .

سقطتُ على الكرسي مرة أخرى وأنا أفكر في كلماته ، وكلما فكرت فيها أكثر كلما اقتنعت بها أكثر وأكثر ... النية هي التي تفصل الحلال عن الحرام ، سأقوم بهذا الفعل بنية التعلم لأني في حياتي العادية لن أستطيع الحصول على هذا العلم بسهولة كما سأحصل عليه من النت ، وإذا حصلت عليه سيكون عبارة عن طلاسم تزيد الأمور تعقيدا أكثر وأكثر.
قاطع تفكيري قائلا: أسيبك أنا دلوقتي تفكر براحتك علشان الفجر قرب يطلع ، بس خللي بالك ... مش فاضل غير أسبوع واحد بس .... بااااااي .
وعاد إلى الحائط الذي أتى منه ، وعاد كل شيء في غرفتي إلى ما كان عليه إلا أنا ... مازالت الأفكار تعتصر رأسي ، يجب أن أتخذ قراري فالوقت يمضي سريعا ... نعم سأخوض التجربة وأتلقى هذا العلم عن طريق الإنترنت .

فزعتُ عندما سمعت صوت المؤذن فقمت مسرعا لأتوضأ وأصلي الفجر ، وبالطبع لم أتذكر من صلاتي سوى تكبيرة الإحرام في البداية والتسليم في النهاية ، حيث كنت أفكر في المتعة الكبيرة التي سأحظى بها هذا اليوم والتي ستجعلني مثقفا أمام أصدقائي .
انتهيتُ من صلاتي وتسلمت جهاز الكمبيوتر وبدأت أُبحر في صفحات الإنترنت أثقف نفسي منها قدر المستطاع ، ولم أشعر بالوقت وهو يمر بي حتى اكتشفت أنني قد مر علي ثلاث ساعات وأنا أتصفح الإنترنت ، فقررت أن أرتاح لمدة ساعة قبل أن أذهب إلى كليتي ولكن هيهات ... فقد استيقظت من نومي عصرا وفاتني يوم دراسي هام ، ولكنني لم أشعر بالذنب كثيرا ... سأستطيع تعويضه من أصدقائي .
وفي خضم حديثي هذا مع نفسي كنت أحاول أن أتناسى ما فعلته بعد الفجر ، ولكن ظلت الصور تلاحقني طوال اليوم ولم أستطع المقاومة أكثر فقررت الدخول إلى الإنترنت مرة أخرى لأثقف نفسي أكثر وأكثر ... وكانت المفاجأة ... الكمبيوتر لا يعمل !!!
تعجبت في البداية وحاولت معه كثيرا ولكن لم أستطع فعل شيء ، وعندما نفد صبري قمت بالاتصال بقريب لي أعلم تماما أن له باعا طويلا في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر ، ولكنني لا أحبذ التعامل معه ، فقد كنتُ أراه دائما متزمتا في تعاملاته ويحول أي حديث بسيط إلى مناقشة دينية معقدة ... ولكنني أحتاج إليه الآن ولا بُد لي من الاتصال به :
- أيوة يا أحمد أخبارك إيه ؟
- الحمد لله ، أنت عامل إيه ؟
- الحمد لله ... كنت عاوزك بس في خدمة صغيرة كده .
- خير ... خدمة إيه ؟
- أصل الجهاز بتاعي كنت قاعد شغال عليه لحد الفجر ونمت بعد كده ، ولما جيت أفتحه تاني لقيته مش شغال ، تقدر تيجي تشوفهولي ؟
- حاضر ، كلها ساعة بإذن الله وأكون عندك .

وأتى أحمد بالفعل وألقى علي التحية وبدأ في التعامل مع جهاز الكمبيوتر ، وما إن استطاع الدخول عليه حتى بدأت الصور الفاضحة تُفتح من تلقاء نفسها على الشاشة ، وبالطبع فوجيء أحمد وأشاح بوجهه ونظر إلي غاضبا وهو يسألني : أنت كنت قاعد بتعمل إيه على الكمبيوتر قبل ما يتعطل كده ؟
نظرت إلى عينيه وشعرت أنه يعلم تماما ما فعلته فلم أستطع الإجابة عليه ، وأخذ العرق يتصبب مني بغزارة ويكسر عيني إحساسي بالخجل من أحمد ...
قام أحمد بإغلاق الجهاز ونظر إلي باحتقار قائلا : الكمبيوتر عاوز يتفرمت ، وربنا يستر ويكون الهارد لسه سليم وماجرلهوش أي حاجة ... ربنا يهديك .

تركني أحمد وسط عَرقي وخجلي وذهب ، فألقيتُ بجسدي على أقرب كرسي وأنا أتخيل فضيحتي أمام أهلي ... بالتأكيد سيخبر أحمد والدي عما حدث ، والويل لي حينئذ ....
- هو الشيطان ابن الذين ده السبب ... بس لما أشوف وشه تاني .


يُتبـع
إيمان الحسيني

هناك 12 تعليقًا:

لحظة يقول...

اول تعليق
هييييه
انا قرات الحلقة التانية
تصدقي اني اتخضيت مع احمد
واتفزعت ع بطل القصة
في انتظار الباقي
ما تغيبيش علينا

لحظة يقول...

على فكرة يا طعمة
انت دايما على بالي
انا بادخل مدونتي عشان اتابع التعليقات عن طريق اللنك بتاعها في مدونتك
لان عنوان مدونتك اسهل:)
:)

إيمان الحسيني يقول...

منورة يا لحظة :)
وبإذن الله البقية تأتي

عصفور المدينة يقول...

وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
خلوت ولكن قل علي رقيب

إيمان الحسيني يقول...

جزاك الله كل خير أخي الكريم
ونسأل الله أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه
اللهم آمين

الطائر الحزين يقول...

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويم العرض عليك

جزاك الله خيرا

إيمان الحسيني يقول...

وإياكم أخي الطائر الحزين

Ahmed يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لاَدَمَ فَسَجَدُوَاْ إِلاّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبّهِ أَفَتَتّخِذُونَهُ وَذُرّيّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوّ بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً
صدق الله العظيم

جزاكي الله عنا خير

إيمان الحسيني يقول...

وإياكم أخي الكريم
اللهم آمين

ma 3lina يقول...

دا الموضوع كبييييييير

أنا حاسس إني اتربطت هنا لغاية ما اشوف آخر المسلسل ..

إيمان الحسيني يقول...

جزاك الله كل خير يا ما علينا
وبإذن الله المسلسل يعجبكم لحد النهاية :)

اللؤلؤة Nehal H Hamza يقول...

شدتني جداً ياطعمة

أديني بتابع أهوه
رائع ماشاء الله ياحبي