اعتدتُ الجلوس في غرفتي ليلا أمضي وقتي متصفحا للشبكة العنكبوتية ، وكانت هذه الليلة لا تختلف عن مثيلاتها في شيء ، أو هكذا اعتقدت أنا ....
نظرت إلى التاريخ واكتشفت أنه لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط لحلول شهر رمضان المبارك ، سعدت جدا وبدأت في تصفح المواقع الدينية لأقرأ كل ما له صلة بهذا الشهر الكريم ، بالطبع لقد قرأت هذه المواضيع من قبل ولكنني مع كل رمضان أشعر بأنها جديدة كالهلال تماما ، وحمدتُ الله أن فترة زيارة الشهر الفضيل هذا العام لن تكون فترة امتحانات التيرم في الكلية حتى أستطيع أن أتفرغ للعبادة بشكل جيد .
وأثناء انهماكي في تصفح الإنترنت شعرت بحركة غريبة داخل غرفتي وتعجبت لأنني أسكن هنا وحدي نظرا لظروف التحاقي بالجامعة ... لم اُعر الأمر انتباها في البداية ولكنني أصبحت كالتمثال فوق الكرسي عندما رأيت الضوء بدأ يخفت تدريجيا في الغرفة من تلقاء نفسه ولمحت شبحا آتيا إلي من جهة الحائط المقابل لي ليجلس أمامي !!!!
أصبحت يداي كقطعة الخشب فوق ذراعي الكرسي وظللت فترة من الزمن متسمرا مكاني ، فارغ الفاه ، جاحظ العينين ، تسري القشعريرة في بدني كله ... حتى كسر هذا الشبح حاجز الصمت بسؤاله :
- إزيك يا آدم عامل إيه ؟
صرخت فزعا : مين ؟ أنت مين ؟ ودخلت هنا إزاي ؟!!!!!
أجابني بمنتهى الهدوء : إهدى بس واقعد مكانك ، ماتخافش ، أنا واحد صاحبك ... صاحبك من زماااااااااان .
- صاحبي إزاي ومنين ؟!!!! أنت دخلت الشقة إزاي وجيت منين ؟!!!
- يا ابن الحلال إهدى كده بس واقعد مكانك وأنا هافهمك كل حاجة .
جلست وجسدي كله يرتعد خوفا وأحاول تذكر ما أحفظه من الآيات القرآنية ولكن خوفي غلبني فظللت صامتا حتى قال هو :
- أنا هأقولك أنا مين بس توعدني إنك تحافظ على هدوءك ، ومافيش داعي للدربكة اللي أنت عاملها دي كلها ... اتفقنا ؟
أجبته وأنا أتصبب عرقا من الخوف : اتفقنا .
اعتدل في جلسته على الكرسي ووضع ساقيه فوق مكتبي وقال بكل ثقة : أنا يا عم آدم أبقى إبليس ... الشيطان يعني .
شعرت أن تنفسي توقف للحظات من الصدمة والخوف ، وبدأت أحاول من جديد في تذكر أي آية قرآنية ولكن نظراته لي جعلتني عاجزا عن تذكر البسملة ، وكأنه يعرف ما أفكر فيه فظل ناظرا إلي بعينيه الحمراوتين ليشتت تفكيري عن ذكر الله ، وعندما شعرت بالعجز التام أمامه قررت خوض التجربة ومحاولة التحدث معه ، لعلي أنجو بنفسي :
- طب حضرتك بتعمل هنا إيه ؟ وعاوز إيه مني ؟!!!!
أجابني بثقة : أنا جيت أزورك واسلم عليك قبل رمضان ما يبدأ .
فسألته : اشمعنى يعني قبل رمضان ما يبدأ ؟!!!
أجابني وقد ارتسمت على وجهه نظرات الأسى والغضب : علشان هاكون محبوس في الشهر ده كله ... أنت مش في الدنيا دي ولا إيه ؟
- آه صحيح ، ده الشياطين بتتحبس في رمضان .
- سيبنا بقى من السيرة دي وخلينا في المهم .
تعجبت من كلماته قائلا : المهم ؟!!! وإيه هو بقى المهم ؟!!!
أجابني وقد عادت إليه ثقته بنفسه : " المهم " هو الأسبوع اللي فاضل ده .
- ماله الأسبوع اللي فاضل ده ؟!!!
نظر إلي بلؤم شديد قائلا : ناوي تعمل فيه إيه ؟
نظرت إلى التاريخ واكتشفت أنه لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط لحلول شهر رمضان المبارك ، سعدت جدا وبدأت في تصفح المواقع الدينية لأقرأ كل ما له صلة بهذا الشهر الكريم ، بالطبع لقد قرأت هذه المواضيع من قبل ولكنني مع كل رمضان أشعر بأنها جديدة كالهلال تماما ، وحمدتُ الله أن فترة زيارة الشهر الفضيل هذا العام لن تكون فترة امتحانات التيرم في الكلية حتى أستطيع أن أتفرغ للعبادة بشكل جيد .
وأثناء انهماكي في تصفح الإنترنت شعرت بحركة غريبة داخل غرفتي وتعجبت لأنني أسكن هنا وحدي نظرا لظروف التحاقي بالجامعة ... لم اُعر الأمر انتباها في البداية ولكنني أصبحت كالتمثال فوق الكرسي عندما رأيت الضوء بدأ يخفت تدريجيا في الغرفة من تلقاء نفسه ولمحت شبحا آتيا إلي من جهة الحائط المقابل لي ليجلس أمامي !!!!
أصبحت يداي كقطعة الخشب فوق ذراعي الكرسي وظللت فترة من الزمن متسمرا مكاني ، فارغ الفاه ، جاحظ العينين ، تسري القشعريرة في بدني كله ... حتى كسر هذا الشبح حاجز الصمت بسؤاله :
- إزيك يا آدم عامل إيه ؟
صرخت فزعا : مين ؟ أنت مين ؟ ودخلت هنا إزاي ؟!!!!!
أجابني بمنتهى الهدوء : إهدى بس واقعد مكانك ، ماتخافش ، أنا واحد صاحبك ... صاحبك من زماااااااااان .
- صاحبي إزاي ومنين ؟!!!! أنت دخلت الشقة إزاي وجيت منين ؟!!!
- يا ابن الحلال إهدى كده بس واقعد مكانك وأنا هافهمك كل حاجة .
جلست وجسدي كله يرتعد خوفا وأحاول تذكر ما أحفظه من الآيات القرآنية ولكن خوفي غلبني فظللت صامتا حتى قال هو :
- أنا هأقولك أنا مين بس توعدني إنك تحافظ على هدوءك ، ومافيش داعي للدربكة اللي أنت عاملها دي كلها ... اتفقنا ؟
أجبته وأنا أتصبب عرقا من الخوف : اتفقنا .
اعتدل في جلسته على الكرسي ووضع ساقيه فوق مكتبي وقال بكل ثقة : أنا يا عم آدم أبقى إبليس ... الشيطان يعني .
شعرت أن تنفسي توقف للحظات من الصدمة والخوف ، وبدأت أحاول من جديد في تذكر أي آية قرآنية ولكن نظراته لي جعلتني عاجزا عن تذكر البسملة ، وكأنه يعرف ما أفكر فيه فظل ناظرا إلي بعينيه الحمراوتين ليشتت تفكيري عن ذكر الله ، وعندما شعرت بالعجز التام أمامه قررت خوض التجربة ومحاولة التحدث معه ، لعلي أنجو بنفسي :
- طب حضرتك بتعمل هنا إيه ؟ وعاوز إيه مني ؟!!!!
أجابني بثقة : أنا جيت أزورك واسلم عليك قبل رمضان ما يبدأ .
فسألته : اشمعنى يعني قبل رمضان ما يبدأ ؟!!!
أجابني وقد ارتسمت على وجهه نظرات الأسى والغضب : علشان هاكون محبوس في الشهر ده كله ... أنت مش في الدنيا دي ولا إيه ؟
- آه صحيح ، ده الشياطين بتتحبس في رمضان .
- سيبنا بقى من السيرة دي وخلينا في المهم .
تعجبت من كلماته قائلا : المهم ؟!!! وإيه هو بقى المهم ؟!!!
أجابني وقد عادت إليه ثقته بنفسه : " المهم " هو الأسبوع اللي فاضل ده .
- ماله الأسبوع اللي فاضل ده ؟!!!
نظر إلي بلؤم شديد قائلا : ناوي تعمل فيه إيه ؟
يُتبـع
إيمان الحسيني
هناك 13 تعليقًا:
هوى النفس
يارب اعنا على انفسنا ولا تكلنا اليها طرفة عين
كل عام وأنتم بخير
في انتظار الجزء الثاني
كل رمضان وانت لله أقرب..
متابعه ...
انت خليتيني آخدبالي
الشهر اللي فاضل
ناويه اعمل فيه ايه
منتظراك
جزاكم الله خير الجزاء جميعا
وأسأل الله أن يبلغنا جميعا شهر رمضان
وأن يرزقنا صيامه وقيامه عل الوجه الذي يحبه
اللهم آمين
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
اللهم ما ثبتنا عند السؤال وفي وقت الضيق والفزع
طبعا ما فيش حد يتمني يكون في موقف اخينا .. اللهم ما سلم يارب
وياتري ماذا يريد ان نفعله الشيطان لنعتاد عليه في شهر شعبان ونستمر عليه في رمضان بصفتها اصبحت عاده وليست مجرد وسوسه ولا ملذه نفس
اللهم عافنا واعفوا عنا برحمتك يا ارحم الراحمين
وكل عام وانتم بخير
اللهم ما بلغنا رمضان
ربنا يسترها معانا ويهدينا
ولكن الشيطان هذا لا يأتينا فقط قبل اسبوع من رمضان وانما هو يلازمنا يوميا وكل لحظة لينتهز فرصة سراحه وينجز عمله قبل ان يقيد الشيطان ويسلسل
وربنا يثبتنا على طاعته طول حياتنا ويهدينا لصراطه المستقيم حتى نلقاااه
جميل اوى موضوعاتك يا طعمة بارك الله فيكى
كلى شوق للجزء الثانى
اللهم بلغنا رمضان
السلام عليكم
تم رسميا بدء دروس المدونة الجديدة للعلم الشرعي
مدرسة العلوم الشرعية المبسطة
ندعوكم للتواصل معنا بالنصح والمتابعة
انا مررت لك تاج تعالي خديه
جزاكم الله خير الجزاء جميعا
ياه فعلا كنت عايزة أفتكر آجي أتابع السلسلة دي لما أعلنتي عنها قبل شهر شعبان
لكن نسيت خالص والله
أسلوب جميل
ومغزى أجمل
كل عام وأنتِ بخير حبيبتي
هتابع الى ان توقفتي
اللهم بلغنا رمضان
إرسال تعليق